سجود التلاوة هي سنة وليست واجبة، فمن سجد سجدة التلاوة فقد نال الأجر من الله تعالى بفضله ورحمته وإن لم يسجد فلا إثم عليه.
ولا يوجد لتارك سجود التلاوة أي كفارة.
- أجمعوا الفقهاء والعلماء إلى أن سجود التلاوة سنة للقارئ والمستمع وليس بواجب،
- فقد ورد عن الصحابي عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (أنه قرأ يوم الجمعة على المنبر بسورة النحل حتى إذا جاء السجدة نزل فسجد وسجد الناس، حتى إذا كانت الجمعة القابلة قرأ بها حتى إذا جاء السجدة قال: يا أيها الناس إنا نمر بالسجود فمن سجد فقد أصاب، ومن لم يسجد فلا إثم عليه ولم يسجد عمر رضي الله عنه، وزاد نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما: إن الله لم يفرض السجود إلا أن نشاء.) رواه البخاري في صحيحه.
- وروى الجماعة باستثناء ابن ماجه عن زيد بن ثابت أنه قال: قرأت على النبي صلى الله عليه وسلم "والنجم" فلم يسجد فيها. وفي رواية: فلم يسجد منا أحد. ورجح الحافظ ابن حجر أن الترك كان لبيان الجواز، وعليه فلا إثم على من تركه.
- فإذا مرَّ الإنسان بآية سجدة فليسجد سواء سواء كان يقرأ في المصحف، أو من الهاتف أو حتى أنه كان يقرأ القرآن عن ظهر قلب، أو في الصلاة، أو خارج الصلاة.
- وليس لها شروط مخصصة فالرجل يسجد حتى لو كان على غير وضوء، ولكن يستحب أن يكون طاهرة وللمرأة لها أن تسجد وهي مكشوفة الرأس.
- وسجود التلاوة خضوع لله مثلما تقرأ القرآن وتذكر الله تعالى وتهلل وتسبح وهي مكشوفة الرأس، فلا حرج عليها في ذلك،
ويجب أن يسجد سجود التلاوة وهو مستقبل القبلة وإن كان على طهارة فهو أتم.
- وسجود التلاوة هن سجدات معلومات وردن في القرآن، وعددهن خمس عشرة سجدة،
أول سجدة وردت في سورة الأعراف وآخرها وردت في سورة اقرأ.
- فإذا مر بها المؤمن وهو يقرأ القرآن الكريم شرع في السجود حتى لو كان على غير طهارة كما ذكرنا.
- والأفضل أن يكبر تكبيرة في أولها فقط، ثم يسجد ويقول في السجود مثل ما يقول في سجود الصلاة: فيدعو فيه كما يدعو في سجود الصلاة، فيقول: سبحان ربي الأعلى ثلاث مرات، وإن شاء دعا بدعاء اللهم لك سجدت وبك آمنت ولك أسلمت، سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره بحوله وقوته تبارك الله أحسن الخالقين، ولا يوجد فيها ولا تسليم ولا تكبير ثان،
أو أن يدعو اللهم لك سجدت، وبك آمنت ولك أسلمت، سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره بحوله وقوته، تبارك الله أحسن الخالقين.
وجاء في بعض الروايات أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اللهم اكتب لي عندك أجرًا وامح عني بها وزرًا، واجعلها عندك ذخرًا، وتقبلها مني كما تقبلتها من عبدك داود عليه السلام
- أما إذا كان في الشخص يصلي وقد مر بها في الصلاة شرع له السجود، الصلاة الجهرية: كالمغرب والعشاء والفجر والجمعة، ويسجد خلفه المأمومين إذا كان إمامًا أما في صلاة السر وكان هو إمام - فلا يشرع له السجود؛ لأنه قد يحدث تشوشا عند المصلين.
وقد وردت سجود التلاوة في
1-: إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ»، سورة الأعراف: الآية 206.
2-: وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ»، سورة الرعد: الآية 15.
3-: وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِن دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ»، سورة النحل: الآية 49.
4-: «قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا»، سورة الإسراء: الآية 107.5-: «إذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَٰنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا»، سورة مريم: الآية 58.
6-: «أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ»، سورة الحج: الآية 18.
7-: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ»، سورة الحج: الآية 77.
8-: «وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَٰنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَٰنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا»، سورة الفرقان: الآية 60.
9: «أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ»، سورة النمل: الآية 25.
10-: «إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ»، سورة السجدة: الآية 15.
11-: «وَظَنَّ دَاوُودُ إَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ»، سورة ص: الآية 24.
12-: «وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ»، سورة فصلت: الآية 37.13-: «فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا»، سورة النجم: الآية 62.
14_: «وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لا يَسْجُدُونَ»، سورة الانشقاق: الآية 21.
15_: « كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب»، سورة العلق: الآية 19.
والخلاصة: بأن سجود التلاوة هي سنة وغير واجبة فمن شاء سجد، ومن شاء لم يسجد، ولا شيء عليه إن شاء الله. شاء الله.