التفاؤل لا ينبغي أن يعتمد عليه، ولا أن يبني عليه شيئاً، وإنما يبني على حسن الظن بالله تعالى.
- فمن اعتقد بأن تغريد الطيور تجلب السعادة والفرح والرزق والفأل فلا يجوز ولا أساس له من الصحة،
- وربما يدخل في الشرك نسبة من الاعتقاد في الطير الذي ذمه الشرع كما في الحديث: الذي رواه الصحابي عبد الله بن مسعود فقال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: الطيرة شرك. رواه أحمد وصحّحه الألبانيّ.
- فإذا كان التفاؤل بالطير والتشاؤم به مذموما فمن باب أولى أن يذم اعتقاد صدق توهم أنها تقوله وتخبر به من أمور المستقبل المغيبة.
- فيجب أن يظن المسلم الخير ويرجوه، ولا يعتمد لا على صوت طائر ولا وجود فراشة ولا أي شيء من هذا القبيل.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أحسنها الفأل، ولا ترد مسلماً، فإذا رأى أحدكم ما يكره، فليقل: اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت، ولا يدفع السيئات إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بك). رواه أبو داود.
- فقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم الفأل بالكلمة الطيبة والصالحة والحسنة.
- وقد أدخل النبي صلى الله عليه وسلم الفأل في الطيرة فقال: (أحسنها الفأل) وأن الطيرة لا يعتمد عليها ولا يلتفت إليها المسلم،
- وقد أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى اللجوء إلى الله تعالى، والتوسل إليه بالدعاء بأن لا يأتينا إلا بالحسنات وبالهروب إليه،
- ولأن الله تعالى هو الذي يأتي بالحسنات وهو الذي يذهب بالسيئات وهو الذي يأتي بكل خير،
- وكل ما يصيب الدنيا من مسرة وأنس تحدث في للمسلم من أمور الدنيا والآخرة، وكل شر ومضرة لا تحصل إلا بأمر الله تعالى.
- قال العلماء: يكون الفأل فيما يسر وفيما يسوء، والغالب في السرور، والطِيَرة لا تكون إلا فيما يسوء. قالوا:
- وقد يستعمل مجازا في السرور كما أن العلماء قالوا: وإنما أحب الفأل لأن الإنسان إذا أمَّل فائدة الله تعالى وفضله عند سبب قوي أو ضعيف فهو على خير حالا وإن غلِط في جهة الرجاء فالرجاء له خير،
- وأما إذا قطع رجاءه وأمله من الله تعالى فإن ذلك شر له، والطِيَرة فيها سوء الظن وتوقع البلاء.
- وقد ذكر العلماء بأن من أمثلة التفاؤل: أن يكون له مريض فيتفاءل بما يسمعه فيسمع من يقول: يا سالم، أو يكون طالب حاجة فيسمع من يقول: يا واجد، فيقع في قلبه رجاء البرء أو الوجدان والله أعلم).
ولا ينبغي أن يجعل المسلم لهذه الأمور أي شأن وأن يجعل توكله وحسن ظنه بالله تعالى
يقول الشيخ العثيمين رحمه الله: وإذا ألقى المسلم باله لهذه الأمور فلا يخلو من حالين:
أولا: أن يستجيب لها فيقدم أو يحجم، فيكون في ذلك الوقت قد علَّق أفعاله بما لا حقيقة له.
ثانيا: أن لا يستجيب، بأن يقدم ولا يبالي لكن يبقى في نفسه شيء من الهم أو الغم وهذا وإن كان أهون من الأول إلا أنه يجب عليه ألا يستجيب لداعي هذه الأمور مطلقا وأن يكون معتمدا على الله عز وجل.
وعليه فإنه لا يجوز للمسلم أن يتفاءل أو أن يتشاءم بأي شيء يحدث له أو يراه أو أن يسمعه.
فإن الذي يتفاءل بسماع تغريد الطير يجب عليه أن يصرف نفسه عن تلك الأمور وأن يتوب إلى الله تعالى ويستغفر وأن يردد دعاء
اللهم لا خير إلا خيرك ولا طير إلا طيرك ولا إله غيرك.
والله أعلم.