هل يجوز أن نصلي سنة الظهر قبل الأذان؟

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٢٥ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
إن السنن الراتبةُ القبلية يدخلُ وقتها بدخولِ وقت الصلاة لأنها تابعةٌ لها، فإذا كان الأذان مصاحباً لأولِ وقت الصلاة فالأولى لكَ أن تشتغل بترديد الأذان ثم تصلي الراتبة لتحصّل الفضيلتين، وأما إذا كان الأذان يتأخرُ عن أول وقت الصلاة فلا مانع من صلاةِ الراتبة ولو قبل الأذان، ففعلُ الراتبة القبلية لكل صلاة مرتبطٌ بدخول وقتها، ومن ذلك صلاة الفجر، والأذان الثاني هو الذي يكون عادة بعد دخول وقتها. 
 
- وقد سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:
هل يُشترط للسنَّة الراتبة التي قبل الظهر وقبل الفجر دخول الوقت؟

فأجاب:

"السنَّة الراتبة القبلية التي تكون قبل الصلاة لا بدَّ أن تكون بعد (دخول) الوقت، فلو فُرض أن الإنسان صلاها قبل الوقت ظانّاً أن الوقت قد دخل ثم تبيَّن أنه لم يدخل: فليعُدها، وتكون الأولى نفلاً مطلقاً لا راتبة"
 
-وقال ابن قدامة رحمه الله في كتابه المغني "السنة قبل الصلاة، فوقتها من دخول وقتها إلى فعل الصلاة، وكل سنة بعدها، فوقتها من فعل الصلاة إلى خروج وقتها" 

- وصلاة السنة الأفضل أن تكون في البيت إن تيسر ذلك، ففي الحديث: (صلاة المرء في بيته أفضل من صلاته في مسجدي هذا إلا المكتوبة) متفق عليه.

- والسنن الراتبة هي من السنن المؤكدة يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها ولكن يفوته خيراً كثيراً،
ومن يحافظ على هذه السنن فقد استحق بيتاً في الجنة!! كما ورد في الحديث الشريف: (مَن صلَّى اثنتَي عشرةَ ركعةً في يومٍ وليلةٍ؛ بُنِي له بهن بيتٌ في الجنة) رواه مسلم.
- فالسنن المؤكدة للصلاة هي اثنى عشرة ركعة:
-في صلاة الفجر: ركعتان قبل صلاة الفجر.
-في صلاة الظهر: أربع ركعات قبل صلاة الظهر وركعتان بعده.
-في صلاة المغرب: ركعتان بعد صلاة المغرب.
-في صلاة العشاء: ركعتان بعد صلاة العشاء.

- وعن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: "صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم سجدتين قبل الظهر، وسجدتين بعد الظهر، وسجدتين بعد المغرب، وسجدتين بعد العشاء، وسجدتين بعد الجمعة، فأما المغرب والعشاء ففي بيته، وحدثتني أختي حفصة: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي ركعتين خفيفتين بعد ما يطلع الفجر، وكانت ساعة لا أدخل على النبي صلى الله عليه وسلم فيها" أخرجه البخاري وغيره.

- ولكن لو صلى المسلم ركعتين قبل دخول الوقت فهذه من باب التطوع، فلا بأس أن يصلي الإنسان في أوقات ليس فيها نهي كما لو صلى الضحى قبل وقوف الشمس، أو صلى قبل العصر قبل دخول الوقت هذا يكون تطوعًا.

- أما بخصوص تأخير سنة الظهر البعدية إلى ما قبل العصر فلا حرج في ذلك، حتى أن هناك رأياً عند بعض الفقهاء أنه إذا أذن العصر ولم يصلي سنة الظهر البعدية فله أن يصليها قبل فرض العصر.، ولكن كما قلنا الأفضل هو صلاتها في وقتها.

- ولا بد من التنبه هنا على أمر وهو أن كثيراً من الناس لا يصلوا السنن، فيصلي الفرض فقط، وهذا يفوته خير كثير، لأن الصلاة السنن هي التي تجبر النقص الحاصل في صلاة الفرض، والله عز وجل في الحديث الصحيح حثنا على الإكثار من صلاة السنن والتطوع فقال: (ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه...) الحديث.

- فالمحافظة على صلاة السنن الرواتب لها أجر كبير وخاصة ركعتي سنة الفجر التي خير من الدنيا وما فيها، أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

- وعن عائشة رضي الله عنها، قالت: "لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم على شيء من النوافل أشد منه تعاهدا على ركعتي الفجر" أخرجه البخاري وأحمد. 

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة