اسأل الله أن يرحم والدك برحمته الواسعة .
بالنسبة لصيامك عن والدك فالراجح أن صيامك عنه جائز وينفعه ويصله أجره إن شاء الله.
أما بالنسبة إلى وجوب القضاء عنه أصلاً فالأمر يختلف إذا كان مرضه الذي مات فيه يرجى شفاؤه أو لا يرجى شفاؤه :
- فإن كان مرض والدك الذي مات منه لا يرجى شفاؤه منه أو لا يستطيع الصيام معه لاحقاً : فإن الواجب على والدك أصلاً ينتقل من الصيام إلى أن يطعم عن كل يوم مسكيناً.
كما قال تعالى ( وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين) على بعض أوجه التفسير فيها كما روي عن ابن عباس رضي الله عنه.
فإذا كان والدك لم يخرج الكفارة عن الأيام التي أفطرها في حياته ، فإنها تصبح ديناً عليه في تركته وأمواله، ويكون الواجب عليكم إخراجها من أمواله قبل أن تقتسموا الميراث ، لإنها دين وحق لله تعالى شأنها شأن سائر الديون.
والكفارة هي إطعام المسكين وجبة مشبعة بحسب عرف أهل بلدكم.
أما صيامك عنه فقد اختلف فيه العلماء وأكثرهم لا يجيزون الصيام عن الميت قضاءً عنه وإنما يوجبون دفع الفدية والكفارة ، ولكن الأرجح هو جواز الصيام عنه ويجزئه ذلك ويسقط عنه الواجب ، والدليل حديث ( من مات وعليه صيام صام عنه وليه) ( متفق عليه).
- أما إذا كان مرض والدك الذي مات فيه يرجى شفاؤه في الأصل، فهو مرض مرضاً طارئاً في رمضان وكنتم ترجون شفاءه وأن ترجع له صحته فيصوم ويقضي ، ولكن قدر الله أنه توفي في مرضه ذلك ولم يعش فترة يستطيع القضاء فيها ، فإنه معذور في هذه الحالة لأنه مات ولم يكن في مقدروه القضاء وليس عليه قضاء ولا كفارة ، وبالتالي لا يلزمكم أنتم شيء أيضاً.
ولكن إذا أردت أن تتطوع عن والدك بالصيام وتهبه أجر الصيام ، فإن ذلك جائز على الراجح إن شاء الله والأجر يصله بإذن الله وينفعه .
فإن الراجح أن كل عمل صالح وهبت أجره للميت فإنه يصله وينتفع منه بإذن الله .
والله أعلم