يجوز أن تصلي صلاة قيام الليل في أي وقت من الليل وليس لها وقت معين ، ولكن جمهور العلماء ذهبوا إلى أن قيام الليل المرغب به والذي جاءت النصوص بالترغيب به والحث عليه يبدأ من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر ، بينما ذهب الحنابلة إلى أن قيام الليل يبدا من بعد صلاة المغرب إلى طلوع الفجر ، وجمهور العلماء يقولون الصلاة بين المغرب والعشاء مستحبة مشروعة ولكن لا تعد من قيام الليل .
واتفق العلماء أن الصلاة في النصف الثاني أفضل خاصة ما كان بعد النوم وهي المسمية صلاة التهجد كما قال تعالى ( ومن الليل فتهجد به نافلة لك ) ، لأن هذا كان أكثر صلاة الرسول صلى الله عليه وسلم ، ثم النصف الثاني من الليل فيه الثلث الأخير من الليل وهي الساعة التي يتنزل فيها الرب سبحانه ويفتح بابه لإجابة دعاء الداعين واستغفار المستغفرين .
جاء في صفة قيام النبي عليه الصلاة والسلام :
عن عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِيمَا بَيْنَ أَنْ يَفْرُغَ مِنْ صَلَاةِ الْعِشَاءِ - وَهِيَ الَّتِي يَدْعُو النَّاسُ الْعَتَمَةَ - إِلَى الْفَجْرِ، إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُسَلِّمُ بَيْنَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ، وَيُوتِرُ بِوَاحِدَةٍ، فَإِذَا سَكَتَ الْمُؤَذِّنُ مِنْ صَلَاةِ الْفَجْرِ، وَتَبَيَّنَ لَهُ الْفَجْرُ، وَجَاءَهُ الْمُؤَذِّنُ، قَامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ، ثُمَّ اضْطَجَعَ عَلَى شِقِّهِ الْأَيْمَنِ، حَتَّى يَأْتِيَهُ الْمُؤَذِّنُ لِلْإِقَامَةِ " متفق عليه .
وورد في فضل الصلاة بين المغرب والعشاء :
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، فِي قوله تعالى: تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ المَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ، قَالَ: "كَانُوا يَتَيَقَّظُونَ مَا بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ يُصَلُّونَ ، وَكَانَ الْحَسَنُ يَقُولُ: قِيَامُ اللَّيْلِ". رواه أبو داود.
وكان ابن مسعود يصلي بين المغرب والعشاء 6 ركعات ويسميها صلاة الاوابين .
قال ابن رجب رحمه الله تعالى:
" فإن الله مدح الذين تتجافى جنوبهم عن المضاجع لدعائه، فيشمل ذلك كل من ترك النوم بالليل لذكر الله ودعائه، فيدخل فيه من صلى بين العشاءين، ومن انتظر صلاة العشاء فلم ينم حتى يصليها لا سيما مع حاجته إلى النوم، ومجاهدة نفسه على تركه لأداء الفريضة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لمن انتظر صلاة العشاء: إنكم لن تزالوا في صلاة ما انتظرتم الصلاة .
ويدخل فيه من نام ثم قام من نومه بالليل للتهجد، وهو أفضل أنواع التطوع بالصلاة مطلقا "
والله أعلم