نعم، لابد ومن الضروري أن يتمتع الأخصائي النفسي بصفات معينة تمكنه من لعب الدوري الحيوي الذي يقوم به في المجتمع، حيث أن هذه المهنة لها أثر على أشخاص وليس جمادات، وعليه لا بد أن يمتلك الأخصائي النفسي المزايا الأكاديمية، والقدرات الذاتية المتطورة، بالإضافة إلى الوعي الذاتي العميق، حتى لا يكون التعامل مع الحالات سبب في تطور انعكاسات نفسية على الحالة وعلى الأخصائي.
وبشكل عام لا بد من توفر الصفات التالية:
الصبر؛
إن التعامل مع الحالات ضمن المجال النفسي يحتاج لوقت طويل، حيث أن الشخص من يقود العملية لا الأخصائي في أول الأمر، ويكون الأخصائي يعمل كدليل يساعد الحالة على التعرف على ما لديه من مشاعر أو مشكلة حقيقية، ودون توفر الصبر ستنتهي العملية في أول الأمر ولن يكون هنالك ناتج حقيقي ذو أثر إيجابي.
ومن هنا على الأخصائي النفسي أن يكون واعي لأهمية الصبر ويعلم أن من الصعب كسر العادات القديمة أو الأفكار والتوجهات والمبادئ التي تكونت نتيجة سنين طويلة وأدت لوجود الخلل الذي يتم التعامل معه.
يمتلك ذكاء عاطفي (العطف)؛
يجب أن يكون الأخصائي قادر على التعرف على ما يشعر به الآخرين وكيفية الاستجابة لهذه المشاعر، ولا أقصد بالعطف هنا التعاطف حيث التعاطف يتطلب مشاركة القيم والمعتقدات وهذا الأمر مع الأخصائي النفسي قد لا يكون أمر صحيح ويعاكس عملية العلاج.
وهنا لا بد أن شعر المريض بأن الأخصائي حقيقي في رد فعله، ولكن في الوقت ذاته لا بد أن يكون هنالك تحكم بهذه الردود، ولا ينشغل الأخصائي من خلال ردود الأفعال بقصص الحالة التي يتم التعامل معها، خاصة وإن كانت مشابه لعض التفاصيل في الحياة الخاصة له.
وهنا تقول د. ماري داود في جامعة مينيسوتا (الولايات المتحدة) بوصف الأخصائي النفسي: " الأخصائي النفسي ينضحون بالعطف والقلق الحقيقي، وقادرين على ملاحظة الفروق الدقيقة في نبرة الصوت ولغة الجسد، ولديه مهارات الاستماع الفعال والتفكير، وقادر على تشجيع الحالة على مشاركة الأفكار والمشاعر والمعتقدات".
وهو قادر على خلق بيئة آمنة.
التحلي بالأخلاق المهنية؛
وهنا يكون الاخصائي قادر على التزام الحدود دون تخطي العلاقات العلاجية، والتزام ببنود الاتفاق ما بينه وبين الحالة التي تتلقى العلاج بالحفاظ على السرية التامة والتي لا يمكن كسرها إلا في حالات وظروف خاصة وقاسية، وغالبًا ما تكون الظروف القانونية.
ومن أهم الأخلاقيات المهنية الحفاظ على التطوير المستمر للخبرات التي من خلالها يمكن إعطاء أكبر قدر ممكن من المعرفة وتحقيق النتائج.
استحقاق الثقة (الجدارة بالثقة)؛
الحالة التي تتلقة العلاج غالبًا ما تستشعر ما إذا كان الاخصائي جدير بالثقة أم لا وذلك من خلال إظهار الاهتمام والقدرة على بناء علاقات وآمنة علاجية، وهنا على الأخصائي النفسي أن لا يفترض قدرة الحالة التي تتلق العلاج على إعطاء الثقة بشكل سريع حتى لا يشعره بالتوتر والقلق والنفور.
مهارات التواصل والاتصال؛
أي أخصائي نفسي يحتاج أن يكون قادرًا على التواصل بشكل فعال مع الأخذ بعين الاعتبار مدى صعوبة الحالة التي يتم التعامل معها، وعلى الرغم من أن الشخص الذي يعاني من المشكلة هو الذي سيكون له القدر الأكبر في الحديث وعملية التواصل لكنه لن يكون الكلام واضح وصريح منه بالقدر الكافي وهنا تظهر أهمية هذه المهارة التي تساعد على أضاح الأمور أكثر.
المرونة؛
على الأخصائي النفسي أن يكون قادر على التسامح مع جميع الأشخاص بما يمتلكون من اختلافات، وهنا لا يجب أن يكون الاخصائي مصدر للأحكام بشكل عشوائي.
ومن ناحية أخرى لا بد أن يكون مرن ومنفتح على الأساليب والنظريات الجديدة ضمن مجال علم النفس (شغف للتعلم والتطور)، لأن هذا المجال دائم التطور، ولا يمكن الاعتماد على التجارب السابقة خاصة لوجود الكثير من الفروقات الفردية ضمن الحالات البشرية.
ويمكن أن تتضمن هذه الصفة القدرة على حل المشكلات وإحكام العقل وممارسة مهارات التفكير العليا وتطوير القدرة على اتخاذ القرارات المتسقة مع الحالة مع مراعاة كافة التفاصيل في مختلف الجوانب (امتلاك نظرة شمولية موضوعية حيادية.
71 مشاهدة
