هل يبعث الجنين الميت مع بقية البشر يوم القيامة

  نعم /إذا نفخ فيه الروح فإنه يبعث يوم القيامة مع بقية الخلق يوم القيامة.
فقد اتفق العلماء على أن نفخ الروح لا يكون إلا بعد أربعة أشهر.
فالجنين بعد أن نفخ فيه الروح ويكون ذلك بعد الأربعة أشهر فإنه يعتبر إنسانا فإذا أجهض أو سقط فيجب تغسيله وتكفينه والصلاة عليه ودفنه وبعض العلماء قالوا يعق عنه
وسيبعث يوم القيامة .
يقول الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في ذلك :
" إنما يسمى ولدا بعد الأربعة أشهر ، بعد نفخ الروح فيه : يغسل ويصلى عليه ويعتبر طفلا ، وترجى شفاعته لوالديه ، أما قبل ذلك ، فليس بإنسان وليس بميت ولا يعتبر طفلا ، ولا يغسل ولا يصلى عليه ، ولو كان لحمة فيها تخطيط ".

أما الشيخ ابن عثيمين رحمه الله  فيقول :
" السقط إذا مات قبل أربعة أشهر ، فليس بآدمي ، بل هو قطعة لحم يدفن في أي مكان كان ، ولا يغسل ، ولا يكفن ، ولا يصلى عليه ، ولا يبعث يوم القيامة .
وإذا كان بعد أربعة أشهر : فقد نفخت فيه الروح وصار إنسانًا ، فإذا سقط فإنه يغسل ويكفن ويصلى عليه ، ويسمى ، ويُعق عنه
- فمن المعلوم بأن نفخ الروح في الجنين يكون بعد أربعة أشهر من الحمل .كما ورد في الحديث

- فعن عَبْد اللهِ بْن مَسْعُودٍ ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ الصَّادِقُ المَصْدُوقُ ، قَالَ: ( إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ مَلَكًا ، يُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ ، وَيُقَالُ لَهُ : اكْتُبْ عَمَلَهُ ، وَرِزْقَهُ ، وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ ، ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ الرُّوحُ ... ) رواه البخاري  ومسلم

- يحرم إسقاط الجنين بعد نفخ الروح فيه ، بإجماع أهل العلم رحمهم الله   وَيعتبر  مِنْ الْوَأْدِ الَّذِي قَالَ اللَّهُ فِيهِ : ( وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ) سورة التكوير آية 8 وَقَدْ قَالَ : ( وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ ) سورة الإسراء آية 31 ولا يجوز قتله  أو إسقاطه بأي حال من الأحوال إلا إذا كان استمرار الحمل يؤدي إلى وفاة الأم .أو أن الجنين بلا رأس 
    
ويشفع الجنين لوالديه يوم القيامة لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم  أنه قال : (والذي نفسي بيده إن السقط ليجر أمه بسرره إلى الجنة إذا احتسبته) . وطبعا  هذا مقيد بسقط نفخ فيه الروح، ولا يكون ذلك إلا بعد مرور مائة وعشرين يوماً،

ونقول بأن الأم التي حملت وتعبت ومن ثم  فقدت جنينها قبل نفخ الروح فإنها  تؤجر على مصيبتها هذه ، إذا صبرت واحتسبت  الأجر عند الله تعالى فإنّ لها أجرا عظيما بإذن الله تعالى  ، كما وعد الله تعالى بذلك ؛ حيث قال سبحانه وتعالى : ( وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ، أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ )  سورة البقرة آية  /155 – 157 .
وقال سبحانه وتعالى : ( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ ) سورة الزمر آية  /10 .
والله تعالى يكفر للمؤمن ذنوبه إذا شاكته شوكة فكيف بمتاعب الحمل وأوجاعه ، ونقول فضل الله واسع على عباده . 
والله أعلم