هل يؤثر نزع الصودا من الخمر على حكم تحريمها

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
١١ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 الخمر يبقى خمرا مهما تمت معالجته , لذلك لا يجوز معالجته لنزع الصودا أو الكحول منه ، وهو يشبه ما ذكره العلماء من (تحريم تخليل الخمر .)

- وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " لأن اقتناء الخمر محرم ، فمتى قصد باقتنائها التخليل كان قد فعل محرماً"

فالحكم يدور مع العلة ، والعلة في تحريم الخمر الإسكار ، فمهما وجد الإسكار وجد التحريم حتى لو تم معالجة هذا الخمر بمواد أخرى أو نزعت منه بعض المواد أو بعض الخصائص فالخمر يبقى خمراً مهما تم تعديله .

- وكما قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) .سورة المائدة آيه 90

والمقصود بالإجتناب : هو الابتعاد عنه وعدم الاقتراب منه في جميع الأحوال وإذا قام الإنسان بمعالجة الخمر وإزالة مادة الصودا عنه فيدخل هذا العمل بالتنافي مع الاجتناب

- فالقيام بمعالجتها لإزالة الكحول منها يتنافى مع اجتنابها .ونزع الصودا من الخمر لا يغير من تأثيرها المسكر،

- وحتى لو أن نسبة السكر فيها قليل فهو حرام بإجماع العلماء لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( ما أسكر كثيره فقليله حرام)  رواه الترمذي وأبو داود

 وقد ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"كل ما أسكر حرم، وما أسكر الفرق منه فملء الكف منه حرام"

وفي رواية أخرى ذكره ابن رجب في جامع العلوم والحكم.  أنه  سأل بعض أهل اليمن النبي صلى الله عليه وسلم عن أشربة فقال :(هل تسكرون منها قالوا: إن أكثرنا منها أسكرتنا، فقال  صلى الله عليه وسلم : فحرام قليله ما أسكر كثيره)

- ولما نزلت  الآية في سورة البقرة ": (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ ،) سورة البقرة آية: 219 قال: فدُعي عمر فقرئت عليه، فقال: اللهم بيِّن لنا في الخمر بيانًا شافيًا! فنـزلت الآية التي في" النساء ":( لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ) سورة النساء آية : 43 قال: وكان مُنَادِي النبي صلى الله عليه وسلم يُنادي إذا حضرت الصلاة: لا يقربنّ الصلاة السكران! قال: فدُعِي عمر فقرئت عليه، فقال: اللهم بيِّن لنا في الخمر بيانًا شافيًا!  فإنها تَذْهب بالعقل والمال! قال: فنـزلت الآية التي في" المائدة ": (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ.... إلى قوله: " فهل أنتم منتهون ) فلما انتهى إلى قوله: " فهل أنتم منتهون " قال عمر: انتهينا انتهينا !!

 - فالآية الكريمة السابقة توضح لنا بأننا مأمورون في اجتناب الخمر والإنتهاء عنه ،
وقد أورد أبو جعفر  لتفسير هذه الآية :هل أنتم منتهون عن شرب هذه، والمياسرة بهذا، وعاملون بما أمركم به ربُّكم من أداء ما فرَض عليكم من الصلاة لأوقاتها، ولزوم ذكره الذي به نُجْح طلباتكم في عاجل دنياكم وآخرتكم؟.

-
 وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم النهي عن تخليل الخمر ، فعنْ أَنَس بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه أنه قال  (إَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنْ الْخَمْرِ تُتَّخَذُ خَلًّا فَقَالَ: لَا) .رواه مسلم  
 فالخمر والميسر والأنصاب والأزلام هو رجسٌ من الشيطان،   فينبغي على جميع من بلغته الآية من التكليفُ اجتنابُ جميع ذلك،  وهو فرض واجب  كما قال تعالى: فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ .
-  وخلاصة القول : أن معالجة الخمر لنزع الكحول منها عمل محرم لا يجوز . 
والله أعلم