هل يؤثر تغيير الستايل على الشخصية؟

 

     ربما لكل منا طريقته الخاصة في اختيار الملابس، أو حتى طريقة لبسها. ولا شك أن كثيرًا من الناس قد قضوا حياتهم بطولها دون أن يغيروا ذوقهم بتاتًا، إما لاقتناعهم ورضاهم عنه، أو لأنهم من أولئك الذين يخشون التغيير، ويشعرون بأن لا شيء يناسبهم سوى ما يرتدونه بالفعل. 

     أما أولئك الذين يحاولون التغيير، ربما يلاحظون أنهم يغيرون شيئًا فيهم بلا شك. لكن في رأيي، إن طريقة اللباس لا يمكن أن تغير دواخل الفرد بشكل كبير أو جذري، إلا أنها تضيف القليل بالتأكيد، وخاصًة إن كان الأسلوب في الملابس جديد كليًا. فإن اتخذت مثلًا طريقة لبس شخص مشهور أو ما شابه، ستجد على الأقل أنك تتقمص بعض حركاته بلا وعي، أو من الممكن أن تكون واعٍ لذلك التصرف رغبًة منك في أن تصبح شخص جديد في هذا اللباس الجديد، لكنه شخص يشبه ذلك المشهور. هنا أن لا تعكس شخصيتك، وإن حكم الآخرين عليك من هذا المنطلق هو ظلم قاطع. وعليك أن تعرف أن ذلك الأمر خاطئ، ومن الممكن أن يسبب مشكلات نفسية ناتجة عن مشاكل الثقة بالنفس لدى الفرد، لذا عليك أن تحافظ على شخصيتك من هذه الناحية بالطبع. 

     إن الملابس هي انعكاس للشخص طبعًا، إلا أنها لا تعني بالضرورة انعكاس شخصيته بشكل كامل. إنها غالبًا أسلوب للتكيف مع المحيط، أو شكل من أشكال التعبير عن أمر ما في داخل الإنسان يحاول إظهاره. هي أقرب ما تكون محاولات ليس إلا، تستطيع التأثير على المزاج وعلى مشاعر الشخص الذي يرتديها قليلًا. فكما هو متعارف عليه أن اللون الأحمر يخفف من التوتر، واللون الأزرق يبعث على الراحة.

     غالبًا ما يحاول الآخرين الحكم على بعضهم عن طريق أسلوبهم في ارتداء الملابس واختيار الألوان، لكن لا أستطيع أن أرى أن هذا عادل تمامًا، حيث يحدث أن يعتاد الشخص على ملابس أُجبر على ارتدائها سابقًا. لكن في نفس الوقت ما زال هناك تأثير بسيط يمكن ذكره ولا يجب التغاضي عنه.

     حيث أنه يوجد هنالك نوع من اللباس الذي يختاره الشخص حتى يزداد ثقة بنفسه، وستستطيع أن تشعر بذلك عندما تراه. حيث ستجد أن الشخص يُظهر ما يستطيع من ملابسه، ويحاول أن يعاملها معاملة حريصة، وتؤثر على حركاته وطريقة مشيته. إن تغيير "الستايل" هنا هدفه هو التطوير من الشخصية خاصة لأولئك الذين يشعرون بالخجل دائمًا من مظهرهم، ولا يحبون ما يرتدون، ويتعمدون دائمًا اخفاء أنفسهم عن الأنظار. هنا استطاعت الملابس أن تؤثر على شخصيتهم، وهذا التغيير قادر على أن يغير الكثير في حياتهم مهما بدا صعبًا.

     يمكنك قياس ما سبق على صفات فردية عديدة، لكن لا أنصحك بالطبع أن تعتمد مظهر الشخص في الحكم على مكنونه وشخصيته، إذا أنها غالبًا ما تكون غير صحيحة.