هل ورد ذكر شكل الأرض، سواء كروية أو مسطحة عن النبي صلى الله عليه وسلم

أولاً : يجب أن تعلم أن القران والسنة وإجماع سلف الأمة وجماهير العلماء إلا من شذ أن الأرض كروية الشكل وليست مسطحة ، وقد العلماء أن خلاف هذا القول هو شذوذ لا يعتد به ، ومنقال به فهو خطأ يرد على قائله ، وممن نص على هذا الإجماع ابن حزم وابن الجوزي وابن تيمية وابن القيم رحمهم الله .

قال ابن تيمية رحمه الله "  هَذَا وَقَدْ ثَبَتَ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَإِجْمَاعِ عُلَمَاءِ الْأُمَّةِ أَنَّ الْأَفْلَاكَ مُسْتَدِيرَةٌ ... وَقَالَ الْإِمَامُ أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَد بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْمُنَادِي مِنْ أَعْيَانِ الْعُلَمَاءِ.. مِنْ الطَّبَقَةِ الثَّانِيَةِ مِنْ أَصْحَابِ أَحْمَد: لَا خِلَافَ بَيْنِ الْعُلَمَاءِ أَنَّ السَّمَاءَ عَلَى مِثَالِ الْكَرَّةِ .. قَالَ: وَكَذَلِكَ أَجْمَعُوا عَلَى أَنَّ الْأَرْضَ بِجَمِيعِ حَرَكَاتِهَا مِنْ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ مِثْلُ الْكُرَةِ. قَالَ: وَيَدُلُّ عَلَيْهِ أَنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالْكَوَاكِبَ لَا يُوجَدُ طُلُوعُهَا وَغُرُوبُهَا عَلَى جَمِيعِ مَنْ فِي نَوَاحِي الْأَرْضِ فِي وَقْتٍ وَاحِدٍ بَلْ عَلَى الْمَشْرِقِ قَبْلَ الْمَغْرِبِ ".

ثانياً أما الأدلة من السنة النبوية على ذلك فهي بعض الأحاديث التي تدل على أن الفلك مدور على بعضه البعض وأنه على شكل قبة وليس مسطحاً ، وليست هذه الأحاديث خصاة بالأرض وإنما تشير إلى الفلك بشكل عام ومنها الأرض ، ومن هذه الأحاديث : 

 1. عن جبير بن مطعم رضي الله عنه أن أعرابياً قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : إنَّا نَسْتَشْفِعُ بِك عَلَى اللَّهِ وَنَسْتَشْفِعُ بِاَللَّهِ عَلَيْك.
فَقَالَ عليه السلام :" وَيْحَك إنَّ اللَّهَ لَا يُسْتَشْفَعُ بِهِ عَلَى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ. إنَّ شَأْنَهُ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ إنَّ عَرْشَهُ عَلَى سَمَوَاتِهِ هَكَذَا وَقَالَ بِيَدِهِ مِثْلَ الْقُبَّةِ: وَإِنَّهُ لَيَئِطُّ بِهِ أَطِيطَ الرَّحْلِ الْجَدِيدِ بِرَاكِبِهِ} ( رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَغَيْرُه ) . 

فقوله (وقال بيده مثل القبة ) يدل على أن العرش كروي يحيط بما تحته ، وما تحته من السماوات كذلك ، فكذلك الأرض التي بها السماء الدنيا لا بد أن تكون كروية لتكون فيها هذه الأحاطة بحيث من حيث جئتها كان ما فوق سماء تعلوك .


2. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: {إذَا سَأَلْتُمْ اللَّهَ الْجَنَّةَ فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ فَإِنَّهَا أَعْلَى الْجَنَّةِ وَأَوْسَطُ الْجَنَّةِ وَسَقْفُهَا عَرْشُ الرَّحْمَنِ} (متفق عليه ) 

 فَقَدْ ذكر  عليه السلام  أَنَّ الْفِرْدَوْسَ هِيَ أَعْلَى وأَوْسَطُ الجنة ولا يجتمع كون المكان هو اعلى وأوسط الشكل إلا في الصورة المستديرة كما قال ابن تيمية رحمه الله ، فدل ذلكلا أن الفلك مستدير الهيئة ومنه الأرض ،فكله مستدير الهيئة وكرويها .

والله أعلم