هل هناك مس شيطاني للمؤمن؟

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
الفقه وأصوله
.
٣١ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
نعم مس الشيطان للإنسان يمكن أن يصيب المسلم كما يمكن أن يصيب الكافر.

وإذا أصاب هذا المس المؤمن أو المسلم فإنه يكون عندها عقوبة على ذنب أحدثه أو كفارة لذا الذنب فيكون مرضاً يبتليه الله به كسائر الأمراض ليكفر خطاياه ويرفع درجاته إن صبر واحتسب.

فحقيقة المس أنه نوع من الضرر الذي يلحقه الجن بالإنسي، فيحاول ضره بالتأثير عليه أو ضره في نفسه أو بدنه أو عقله، وليس المس كما قد يتخيل البعض أنه تحكم كامل للشيطان بحركات هذا الإنسان بحيث يصبح كأنه هو المتصرف على جسده.

وقد يكون هذا الجن مسلماً عاصياً وقد يكون كافراً، وهذا القصد للإضرار قد يلحق المسلم كما يلحق الكافر.

فليس المس دلالة على عصيان هذا المسوس أو خبثه، بل قد يكون مطيعاً ويقصد الشيطان ضره ومحاولة التأثير عليه لسبب من الأسباب فقد يكون سحراً أو قصداً من الغير للإضرار بهذا الإنسان وقد يكون من الشيطان ابتداءً.

قال ابن تيمية رحمه الله:
"إن صرع الجن للإنس قد يكون عن شهوة وهوى وعشق كما يتفق للإنس مع الإنس... وقد يكون وهو الأكثر عن بغض ومجازاة مثل أن يؤذيهم بعض الإنس أو يظنوا أنهم يتعمدون أذاهم إما يبول على بعضهم وإما يصب ماءً حاراً وإما بقتل بعضهم، وإن كان الإنس لا يعرف ذلك، وفي الجن جهل وظلم فيعاقبونه بأكثر مما يستحقه، وقد يكون عن عبث منهم وشر بمثل سفهاء الإنس". 


والوقاية من مثل هذا المس تتقضي أن يأخذ المسلم بأسباب التحصين الشرعية وخاصة المحافظة على أذكار الصباح والمساء وقراءة القرآن وخاصة سورة البقرة، وأذكار النوم، والمحافظة على الوضوء فهو سلاح المؤمن.

كما ينبغي الأخذ والعمل بالنصائح النبوية مثل عدم خروج الأطفال عند فترة غروب الشمس لأنها فترة انتشار الشياطين كما أخبر النبي عليه السلام، وعدم المكث الطويل في الخلاء والحمامات لأنها أماكن الشياطين، والاستعاذة قبل رمي الأشياء، وعدم المسارعة إلى إيذاء الحيوانات التي يظن أن الشياطين قد تتشكل فيها قبل الاستعاذة بالله من شرها.

ولو حصل المس فإن شفاءه يكون بالرقية الشرعية مع تكرارها والدعاء واللجوء إلى الله تعالى ليصرف الضر.

والله أعلم