هل هناك علاقة بين التوكل على الله والأخذ بالأسباب ولماذا تتناقض الإستعانة بالآخرين في أمر من الأمور التي يقدرون على القيام بها مع قول الرسول صلى الله عليه وسلم .. إذا سألت فاسأل الله؟

2 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
١٧ مايو ٢٠٢٠
قبل ٥ سنوات
هناك فرق بين التوكل والتواكل :
التوكل : بذل الوسع في إتخاذ الأسباب ثم التوكل على الله تعالى .
التواكل : هو التوكل على الله دون الأخذ بالأسباب مطلقاً .
فعلاقة التوكل بالأخذ بالأسباب هي علاقة توافقية تكميلية ، قال الله تعالى : ( وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ )  {آل عمران:159}.
وقال عليه الصلاة والسلام للذي سأله: يا رسول الله أعقلها ـ أي الناقة ـ وأتوكل، أو أطلقها وأتوكل؟! قال : ( اعقلها وتوكل )رواه الترمذي، وحسنه الألباني.
فحقيقة التوكل هي عمل القلب والجوارح ، فعمل القلب يكون بالإيمان والتوكل على الله تعالى ، وعمل الجوارح يكون بالأخذ بالأسباب ، فقد ربط الإسلام الإيمان بالعمل دائماً في كثير من الآيات : ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا ) سورة الكهف 107.
أما بخصوص هل هناك تناقض بين الإستعانة بالآخرين وحديث النبي ( إذا سألت فاسأل الله ؟
الأجابة : لا تناقض بينهما ، فالمقصود بالإستعانة بالآخرين هو سؤال بعض الصالحين والأولياء سواء كانوا أحياء أو أموات ، أو من يقول يا حسين أو التوسل بالآخرين فهذا يدخل في الشرك ولا يجوز صرف العبادة لغير الله تعالى .
والأصل بالمسلم أن لا يسأل حاجته إلا من الله القادر على كل شيء ، وهذا لا يمنع مساعدة الناس لبعضهم البعض في قضاء حواجئهم في الأمور التي يقدرون عليها شريطة أن لا تؤثر على الآخرين كالواسطة وغيرها .

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة
profile/غادة-شمسي-أم-مريم-1
غادة شمسي أم مريم
كاتبة في المجال الديني و الفقهي
.
١٨ مايو ٢٠٢٠
قبل ٥ سنوات
ليس في الأمر أي تناقض بل هما أمران متلازمان :التوكل والعمل 
وليس كل الأعمال فردية فهناك من الأعمال لا تنجح إلا بالجماعة .
فهل كانت استشارة رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه يوم الخندق إلا أخذا للأسباب وهل كل الأمور والتجهيزات لرحلة الهجرة للمدينة إلا أخذا بالأسباب .
والمؤمن يعلم يقينا أن الله تعالى 
هو مسبب الأسباب جميعا وأن البشر ما هم إلا أدوات لتنفيذ أمر الله وأنه تعالى سخر بعضهم لبعض وكان في  الأثر :
( اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا
واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً )
وهذا في ظاهره يناقض  ذم الدنيا 
وعدم الركون لها ،
وطلب الدنيا يتبعه  شرط التعامل مع الغير وطلب العون لتحقيق النجاح بها 
وهل يخطر في البال عند تناول حبة الدواء أنها تشفي بذاتها أم أن الشفاء 
بيد الله ؟ 
نأخذ بالأسباب لكن نربطها بالمسبب 
وعند طلب العون من أحد نعلم جازمين أن ذلك إنما يتحقق بعد توفيق الله والإذن 
منه سبحانه.