هل هناك أناس سيدخلوا الجنة ولا يروا الله ومن هؤلاء الناس؟

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
٢٨ ديسمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
كل من كتب الله له برحمته دخول الجنة فإنه سيتنعم برؤية وجه الله سبحانه وهو أعظم نعيم أهل الجنة ، نسأل الله أن يذيقنا لذة النظر إلى وجهه الكريم .

والخلاف بين العلماء إنما هو في رؤية الكفار لوجه الله يوم القيامة هل تحصل أم لا  ،ولو حصلت فليس فيها نعيم لهم ، لأن النعيم برؤية بوجه الله فقط لأهل الجنة .

فكل من يدخل الجنة بدون سابقة عذاب ، أو يعذب في جهنم - نسأل الله العافية - حتى يطهر من ذنوبه ثم يخرجه الله إلى الجنة برحمته فإنه سيرى الله قطعا ، هذه عقيدة أهل السنة .

 قال تعالى: ( وجوه يومئذ ناضرة . إلى ربها ناظرة ) ( القيامة ، 22-23 )
 
وأما الأحاديث فقد تواترت الأحاديث في رؤية أهل الجنة ربهم بعد دخولها ، حيث روي ذلك عن أكثر من 20 صحابيا وبروايات متعددة ، منها :

عن جرير بن عبد الله البجلي قال:  كنا جلوسا مع النبي صلى الله عليه وسلم فنظر إلى القمر ليلة أربع عشرة فقال إنكم سترون ربكم عيانا كما ترون هذا لا تضامون في رؤيته ( متفق عليه .

 وعن أبي هريرة أن ناساً قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هل تضامون في رؤية القمر ليلة البدر" ؟ قالوا: لا يا رسول الله قال "هل تضامون في رؤية الشمس ليس دونها سحاب؟" قالوا: لا يا رسول الله. قال: "فإنكم ترونه كذلك.." إلى آخر الحديث المتفق عليه.

وعنْ صُهَيْبٍ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ قَالَ: يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: تُرِيدُونَ شَيْئًا أَزِيدُكُمْ فَيَقُولُونَ أَلَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا أَلَمْ تُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ وَتُنَجِّنَا مِنْ النَّارِ قَالَ فَيَكْشِفُ الْحِجَابَ فَمَا أُعْطُوا شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنْ النَّظَرِ إِلَى رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ وهي الزيادة ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ ( لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ) (رواه مسلم ) .

فهذه الأحاديث وغيرها علقت رؤية الله بدخول اهل الجنة الجنة وهو لفظ عام لم يخص منه أحد ، فكل من دخل الجنة دخل تحت هذا العموم ونال شرف هذه الرؤية .

قال ابن تيمية رحمه الله: واقتضى ذلك أن مَنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْجَنَّةِ فَإِنَّهُ مَوْعُودٌ  بِالزِّيَادَةِ عَلَى الْحُسْنَى  الَّتِي هِيَ النَّظَرُ إلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ؛ وَلَا يُسْتَثْنَى مِنْ ذَلِكَ أَحَدٌ إلَّا بِدَلِيل.

والله أعلم