يعتمد الجواب هنا بقول نعم أمر طبيعي أو لا أنه أمر غير طبيعي، على طبيعة الأسباب التي أدت لوجود قرار الرفض لدى الفتاة.
أولًا: الأسباب التي تجعل من الأمر غير طبيعي:
- وجود خبرات سلبية تركت العقد النفسية؛
وهنا البيئة المحيطة وطبية التنشئة الاجتماعية وما فيها من خبرات كونت لدى الفتاة بنية معرفية معينة جعلتها غير قادرة على تقبل فكرة الزواج، ويمكن التعامل مع هذا الأمر من خلال البحث في المشاعر المسيطرة على الفتاة والتعامل معها وتقديم الدعم المناسب الذي من خلاله يمكن التحكم بالعقل وتنظيم الذات.
ومن أهم الاضطرابات التي قد تكون سبب في وجود الرفض الغير طبيعي للزواج؛ جاموفوبيا (رهاب الزواج)، وهذا النوع من الرهاب يكون فيه الفرد لديه درجات عالي من الخوف اتجاه فكره الزواج ويفضل البقاء في مرحلة العزوبية، والرهاب هنا والذي يجعل منه غير طبيعي أنه لا يستند إلى أي نوع من المنطقية والموضوعية ومن العوامل التي تطور هذا النوع من الرهاب:
- فقدان القدرة على تحمل المسؤولية واتخاذ القرارات خاصة في الأمور المصيرية، وظهور سلوك كبير من الاعتمادية.
- الخوف من العلاقات الجسدية الجنسية، للوجود أفكار ناتجة عن تجارب وخبرات شخصية، أو التعرض لحالات تحرش أو ما شابه.
- عدم القدرة على ترك نمط الحياة العادي والتخلي عن الحياة مع الأهل والأسرة.
- وجود انفصال للوالدين في مرحلة طفولة المتوسطة أو المتأخرة.
ثانيًا: الأسباب التي تجعل من الأمر طبيعي؛
وهنا يكون الرفض لغاية في نفس الفتاة بتكوين ذاتها وحياتها، حيث أنها مكونة لمفهوم خاص ومستقل عن الزواج فيه قدر من الاستقلالية والحرية، وبالتالي هي مرتبه لأولوياتها وجاعله لأمر الزواج في مراتب لاحقة، وهنا من الطبيعي أن يتغير الفكر نتيجة التجارب والخبرات.
وهنا قد يكون للفتاة عدة أمور على المستوى الجسدي العضوي التي لا تسمح لها بالزواج في الوقت الحالي, مما يجعلها ترفضه إما بشكل مؤقت أو بشكل كلي خاصة عندما يكون الزواج والإنجاب سبب في تعرض الفتاة للخطر.
- وجود ظروف زواج لا تلبي المتوسط الطبيعي من الحياة الكريمة؛
وهنا من الطبيعي أن تكون الفتاة رافضة للحياة الزوجية خاصة عندما يكون الزواج في محيط أقل من الطبيعي والممكن العيش فيه، لأنه سيكون نقمة لا نعمة وسبب في السكينة، بل هو سبب في فقدان القدرات العقلية والنفسية.