هي ليست حديث: وإنما هي قول لعبد الله بن المبارك: " إن الإسناد من الدين، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء "
- والإسناد جمع سند: وتعني سلسلة الرواة الذين روا الحديث حتى يصل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم. أو هم سلسلة الرجال الذين أخذ عنهم الحديث، بادئا بشيخه إلى أصل السند وهو الصحابي الذي يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقول المحدث: حدثنا فلان عن فلان إلخ، هو سند الحديث.
- أو تأتي بمفهوم: رفع الحديث إلى قائله. أو ذكر الطرق الذي وصل بها الحديث.
- فعندما قال : إن الإسناد من الدين: أي أن السلسة الصحيحة للسند هي الطريقة لمعرفة الأحكام الشرعية التي تم نقلها لنا من خلال الأسانيد الذي يعتني بضبط الحديث سنداً، وبيان حال الراوي والمروي ومعرفة المقبول والمردود، والصحيح والضعيف، والناسخ والمنسوخ.
- فالإسناد: يبحث في حال الراوي حتى يتبيّن الحكم على قوله من القبول أو الرفض، ولا يقبل حديث من أي رواي دون تثبت ويقين، ومن شروط الراوي التي وضعها علماء الحديث حتى يقبل حديثه ما يلي :
1-إتصال السند من أول السند إلى منتهاه وهو الرسول صلى الله عليه وسلم.
2- أن يكون الراوي صادقاً مسلماً غير مدلس - يعني غير كاذب.
3- أن يكون الراوي ثقة متصفاً بصفات العدالة والضبط والإتقان، وأن يكون سليم العقل والعمل والاعتقاد.
4- أن لا يكون الحديث شاذاً.
5- أن يكون في الحديث علة قادحة تقدح في صحته.
- وقوله ( لولا الإسناد لقال من شاء ما شاء ) أي لولا جهود العلماء في وضع علم الأسانيد والبحث في أحوال الرواه ووضع شروط لقبول رواية الحديث - لأصبح كل شخص يقول بحديث النبي صلى الله عليه وسلم سواء بعلم أو بجهل ، ولكثر الوضع والكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
- وعلم السند والمتن: من علوم الحديث التي اهتم به علماء الحديث قديماً وحديثاً:
- فالسند : كما قلنا هم سلسلة الرواة الذي نقلوا الحديث فلان عن فلان حتى يصل لرسول الله صلى الله عليه وسلم .
- والمتن : هو نص الحديث أي هول قول النبي صلى الله عليه وسلم في داخل الحديث.
- وقد تحدث الشيخ الألباني رحمه الله عن أهمية الإسناد في الحديث والسنة النبوية فقال : "وقد يظن بعضهم أن كل ما يروى في كتب التاريخ والسيرة، أن ذلك صار جزءًا لا يتجزأ من التاريخ الإسلامي لا يجوز إنكار شيء منه! وهذا جهل فاضح، وتنكُّرٌ بالغ للتاريخ الإسلامي الرائع، الذي يتميز عن تواريخ الأمم الأخرى بأنه هو وحده الذي يملِك الوسيلة العلمية لتمييز ما صح منه مما لم يصح، وهي نفس الوسيلة التي يميز بها الحديث الصحيح من الضعيف، ألا وهو الإسناد، الذي قال فيه بعض السلف: لولا الإسناد لقال من شاء ما شاء؛ ولذلك لما فقدت الأمم الأخرى هذه الوسيلة العظمى امتلأ تاريخها بالسخافات والخرافات، ولا نذهب بالقراء بعيدًا، فهذه كتبهم التي يسمونها بالكتب المقدسة، اختلط فيها الحامل بالنابل، فلا يستطيعون تمييز الصحيح من الضعيف مما فيها من الشرائع المنزلة على أنبيائهم، ولا معرفة شيء من تاريخ حياتهم، أبد الدهر، فهم لا يزالون في ضلالهم يعمهون، وفي دياجير الظلام يتيهون! فهل يريد منا أولئك الناس أن نستسلم لكل ما يقال: إنه من التاريخ الإسلامي - ولو أنكره العلماء - ولو لم يرد له ذكر إلا في كتب العجائز من الرجال والنساء، وأن نكفُر بهذه المزية التي هي من أعلى وأغلى ما تميز به تاريخ الإسلام؟!
- وعليه نقول : أن الحديث النبي هو عبارة عن وحي غير متلو وهو من الذكر الذي تعهد الله تعالى بحفظه في قوله تعالى: ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا إليه لحافظون)، ومن خفظ الله تعالى للسنة والحديث النبوي أنه قيض لها علماء أنقياء أصفياء وضعوا ضوابط دقيقة جداً في معرفة الصحيح من الضعيف والمقبول من المرود من السند والمتن .
المصدر :
موقع الألوكة الشرعية