قصيدة لاميّة العرب تعرّضت للتشكيك من حيث نسبة الرّاوي لها، المعظم يقول إن الذي كتبها هو الشنفري، بينما يقول ابن دريد إنها لخلف الأحمر، من المعروف أن خلف الأحمر مشهور بنحل الشّعر، لذلك من الممكن أن يكون قصد ابن دريد أن القصيدة نحلها للشنفري.
بعض المستشرقين شككوا في اللّاميّة مثل "كرنكو"، وكانت حجتهم أن القصيدة تفتقر إلى أسماء المواضيع وبعض الأعلام وهذا عكس شعراء الجاهليين، هذا يمكن أن يكون دليل على أن شعر الصعاليك له طبيعية مميزة عن غيره.
أما بالنّسبة ليوسف خليف، فكان ممن شكك في نسبة القصيدة للشنفرى، واستند لذلك إلى ثلاث نقاط، هم:
1. النقطة الأولى هي أن ابن دريد نسبها لخلف الأحمر وابن دريد كان عهده قريب من خلف الأحمر.
2. النّقطة الثانية هي أن أبي الفرج الأصفهاني لم يذكر اللامية رغم أنه من الأشخاص الذين أكثروا من رواية شعر الشنفرى، بالإضافة إلى أن لسان العرب لم يستشهد بها رغم كثرة ذكر شعر الصعاليك.
3. النقطة الثالثة هي أن طول اللّامية كان غير مألوف في شعر الصّعاليك فقد امتازت بطولها مقارنة مع غيرها، بالإضافة إلى قلة الاضطراب في ألفاظها وأيضاً في ترتيب أبياتها، وخصيصة غير معتاد عليها في شعر الصعاليك.
بينما قدّم الدكتور إميل بديع يعقوب عدّة أسباب على أن القصيدة كتبها الشنفرى وهم:
1. أن اسم الشنفرى ذكر بالقصيدةِ: فإنْ تَبْتَئِسْ بالشَّنْفَرَى أمُّ قَسْطَلٍ لَمَا اغْتَبَطَتْ بالشَّنْفَرَى قَبْلُ أطْوَل
2. كثيرٌ من العلماءِ والأدباءِ القدامى والحديثين نسبوها إليه.
3. تَصوير القَصيدة للبيئةِ الصّحراويةِ القاحلةِ.
4. بُعدها عن النّحل لصدقِ العواطفِ والتّصويرِ في القصيدة.
5. تَحملُ عواطف جاهلية وقالبها يدل على ذلك أيضاً.
لاميّة العَرب هي قَصيدة للشاعرِ ثابت بن أوس بن الحجر الأزدي المُلقّب بالشنفرى لوجودِ غلظ في شَفتيه، وهو شَاعرٌ جاهلي من الشّعراءِ الصّعاليكِ، تُوفي عام 70 قبل الهجرةِ، وكَتبَ هذه القصيدة للحديثِ عن العربِ في الجاهليّةِ وأخلاقِهم والصّفاتِ والقيمِ التّي اتصفَ بِها العربُ ويُحبونَها، وتَحدّثت القصيدة عن الصّعاليك بِوجه الخُصوص.
لقد تنَاوَل كثيرٌ من الأدباءِ شَرحُ القصيدةِ وتَحليلها منِهم المبرد (محمد بن يزيد)، الزمخشري، التبريزي (يحيى بن علي) وغيرهم، وكذلك تمَّت تَرجمة القصيدةِ إلى عدّة لغات منها الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية واليونانية، ويَعود السّبب وراء اهتمام المُستشرقين بها لأغراضٍ اجتماعيّةٍ ولما تَحمله هذه القصيدة من صُور جميلة ومُتقنة لحياةِ العربِ، أما بالنّسبةِ لاهتمامِ العربِ بها، فهو لأسباب لُغويّة، وما تَحمله من صورٍ فنيّة جميلة ودقيقة وكثير من الإبداع الأدبي.
هي قَصيدة مُتكونة مِن ثمانية وستين بيتاً، يَزعم البَعض أنها لَيست للشنفرى، إنما هي لخلف الأحمر ولكن نَسبها الشنفرى إليه، ولا يُوجد دليلٌ واضحٌ وقاطعٌ على هذا الكلامِ، فبقيت تنسب للشنفرى.
تَبدأ القصيدة بالبيت الشعري التالي:
أَقيموا بَني أُمّي صُدورَ مَطِيَّكُم فَإِنّي إِلى قَومٍ سِواكُم لَأَمَيلُ
وتنتهي بالبيت الشّعري التالي:
وَيَركُدنَ بالآصالِ حَولِي كَأَنَّني مِنَ العُصم أَدفى يَنتَحي الكَيحَ أَعقَلُ
وصورَ الشّاعرُ في القصيدةِ حياتَه الغَريبة في البراري مع وحوشِ الصّحراءِ، والجبالِ بَعيداً عن النّاس، إنها قصيدةٌ تَحمل مَعاني الفَخرِ بالذاتِ، وكذلكَ تحدّثت عن فضائل إنسانيّة لم نَجدِها في قصائدِ العصرِ الحالي، مثل: الصبر، والعِفة، وعلو الهمّة، وسُمو النّفس، ورفضِ الذّل والضّيم، والابتعادِ عن النميمةِ، وقصيدة لامية العرب لم تَذكر الفحش والنساء والخمر، إن لاميّة العرب سَتبقى قصيدة خالدة في الحياة، لما تحمله من تدفق الطبيعة، وعفوية الصحراء.
يوجد للامية العرب ثلاث مخطوطات وهم:
1. مَخطوطة دار الكتب المصرية برقم 1864 أدب وهي الأقدم وكتبت في عام 539 هجري.
2. مَخطوطة مكتبة «تشستربيتي» في دبلن.
3. مَخطوطة خالد خسرو بجوار جامع أبي أيوب الأنصاري إسطنبول.