نعم كان رسول الله يقاتل بنفسه في جميع غزواته التي حصل فيها قتال ، مع العلم انه ليس جميع الغزوات حصل فيها قتال أصلاً .
فغزو صلح الحديبية وغزوة تبوك لم يحصل فيهما قتال ، وفتح مكة لم يحصل قتال عام بل حصلت مناوشات على بعض الجبهات فقط .
أما الغزوات التي حصل فيها قتال عام مثل غزوة بدر وغزوة أحد وخيبر وحنين فقد كان رسول الله يقاتل فيها بل كان يكون أقرب المسلمين إلى الكفار وأشجعهم عليهم عليه الصلاة والسلام ، فلم يكن يدير المعركة من وراء الصفوف ، بل كان قدوة للمسلمين في الشجاعة والإقدام بأبي هو وأمي عليه الصلاة والسلام .
عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ : (كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ وَلَقِيَ الْقَوْمُ الْقَوْمَ اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم ، فَمَا يَكُونُ مِنَّا أَحَدٌ أَدْنَى إِلَى الْقَوْمِ مِنْهُ) ( رواه أحمد ).
"وفي غزوة حنين حين فر أكثر الصحابة من المعركة ، جعل النبي صلى الله عليه وسلم يدفع بغلته تجاه العدو وهو يقول : (أَنَا النَّبِيُّ لَا كَذِبْ ، أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبْ) . قال البراء بن عازب رضي الله عنه : (فَمَا رُئِيَ مِنْ النَّاسِ يَوْمَئِذٍ أَشَدُّ مِنْهُ) " .
وفي الحديث المتفق عليه عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْسَنَ النَّاسِ ، وَكَانَ أَجْوَدَ النَّاسِ ، وَكَانَ أَشْجَعَ النَّاسِ ، وَلَقَدْ فَزِعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَانْطَلَقَ نَاسٌ قِبَلَ الصَّوْتِ فَتَلَقَّاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَاجِعًا وَقَدْ سَبَقَهُمْ إِلَى الصَّوْتِ وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ لِأَبِي طَلْحَةَ عُرْيٍ فِي عُنُقِهِ السَّيْفُ وَهُوَ يَقُولُ : لَمْ تُرَاعُوا ، لَمْ تُرَاعُوا)
ولكن لم يقتل على يد رسول الله خلال قتاله في المعارك سوى كافر واحد وهو أبي بن خلف ، والذي كان يتوعد رسول الله بمكة أن يقتله ، فكان رسول الله يقول له بل أنا أقلتك إن شاء الله ، فلما كانت غزوة أحد وانهزم المسلمون وحوصر رسول الله ، هجم هذا الكافر يريد قتل رسول الله فأخذ عليه السلام حربة فضربه فيها في رقبته فجرحه جرحاً كانت وفاته منه .
والله أعلم