لا لم يصح ذلك وهذا من أخبار الشيعة التي لا أصل لها ولا يأخذ بها.
فإن الثابت بالسنة النبوية وبالإسناد الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم توفي على صدر أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
روت السيدة عائشة رضي الله عنها (إِنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيَتَعَذَّرُ فِي مَرَضِهِ أَيْنَ أَنَا الْيَوْمَ؟ أَيْنَ أَنَا غَدًا؟ اسْتِبْطَاءً لِيَوْمِ عَائِشَةَ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمِي قَبَضَهُ اللَّهُ بَيْنَ سَحْرِي وَنَحْرِي وَدُفِنَ فِي بَيْتِي) رواه البخاري ومسلم.
كما روى عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن السيدة عائشة رضي الله عنها، أنها قالت: (دخل عبد الرحمن بن أبي بكر على النبي صلى الله عليه وسلم وأنا مسندته إلى صدري، ومع عبد الرحمن سواك رطب يستن به، فأبده رسول الله صلى الله عليه وسلم بصره، فأخذت السواك فقضمته، ونفضته وطيبته، ثم دفعته إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستن به، فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استن استنانا قط أحسن منه، فما عدا أن فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع يده أو إصبعه ثم قال: في الرفيق الأعلى. ثلاثا، ثم قضى، وكانت تقول: مات بين حاقنتي وذاقنتي) رواه البخاري.
أما الأحاديث التي تروي بأن النبي صلى الله عليه وسلم قد مات وهو على صدر علي فكلها موضوعة ولا تصح وهي من أقوال الشيعة.
وقد قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى:
أن الأثر الذي يروى بأن (توفي صلى الله عليه وسلم وإنه لمستند إلى صدر علي). هو أثر موضوع.
أما حديث ابن عباس: أنه قال أيعقل والله لتوفي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وإنه لمسند إلى صدر علي، وهو الذي غسله، وأخي الفضل بن عباس، وأبى أبي أن يحضر، وقال: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يأمرنا أن نستتر، فكان عند الستر
فهذا الحديث بغير إسناد وهو ضعيف، فمثل هذا الحديث لا يقوى على معارضة حديث عائشة الذي اتفق أهل العلم على صحته.
- والخلاصة: أن جميع ما يقوله ويذكره الشيعة من أن النبي صلى الله عليه وسلم مات على صدر علي رضي الله عنه، كلها أخبار غير صحيحة وموضوعة ولا يأخذ بها ولا يلتفت إليها، ولا تقوى على معارضة حديث عائشة رضي الله عنها، المتفق على صحته.
-والصحيح أن روح النبي صلى الله عليه وسلم الطاهرة الشريفة قد فاضت وهي على صدر السيدة عائشة رضي الله عنها، ورأسه الشريف عند ذقنها،
والله أعلم.