هل صحيح أن من شرب خمر الدنيا لن يشرب من خمر الجنة

1 إجابات
profile/إنعام-عبد-الفتاح
إنعام عبد الفتاح
بكالوريوس في أصول الدين (٢٠٠١-٢٠٠٥)
.
١٢ ديسمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قَال: " من شَرِبَ الخَمْرَ فِي الدُّنْيَا، ثُمَّ لَمْ يَتُبْ مِنْهَا، حُرِمَهَا فِي الآخِرَةِ" متفق عليه.   

في هذا الحديث وعيدٌ عظيم بحرمان دخول الجنة  لشارب الخمر،  لأن من أنهار الجنة أنهارٌ من خمر والذي يدخل الجنة  لا بد  له من شرب خمرها، وبالتالي حين يبين الله أنها ستحرّم على أحد فذلك يعني بالضرورة أنه  لن يدخل الجنة أصلاً . 

 

 وأيضاً  ورد  في حديث  عبد اللَّه بن عُمَرَ رضي الله عنهما  أَنَّ رَسُولَ اللَّه صلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّم قَال: " مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ لَمْ يَتُبْ مِنْهَا حُرِمَهَا فِي الآخِرَةِ " فهنا تحديد أن المحروم منها هو الذي يموت غير تائبٍ منها.

  وقد قال بعض علماؤنا رحمة الله عليهم أن من يدخل الجنة لا يُمنع من أيّ نعيم فيها، وإنما قوله: " حُرِمَها فِي الآخِرَةِ " أيْ يحرَم منها  في الوقت الذي يجد فيه الظمأ، أو حين يطلب الراحة من شدة العذاب، أو عند انتظار المغفرة. 

ومن الجائز أن يدخل الجنة بالعفو ولإيمانه وأعماله الصالحة الأخرى، ثم لا يشرب فيها خمراً ولا تشتهيها نفسه وإن علم بوجوده فيها.   

 فقد فرّق العلماء  بين من يشرب الخمر  وهو مستحلٌّ  لها غير مؤمن بحرمتها،  ومن يشربها وهو عالمٌ بتحريمها  ومُقرٌّ بذنبه في تعاطيها، فالأوّل لا يدخل الجنة أصلاً  وبالتالي هو فعلاً  لن يشربها أبداً  كما في المعنى الظاهر في الحديث الشريف، والثاني هو الذي اخْتُلِفَ فيه فقيل أنه يدخل الجنة لكن يُحرم شرب خمر الجنة، وذلك كمثل من يدخل  الجنة  لكن بدرجة نعيمٍ  أقل ممن يدخلها وهو أكثر منه ايماناً وعملاً صالحاً، فذلك جزاؤه وعقوبته.