الواجب على المسلم : أن يعبد الله حق عبادته وأن يتقرب إلى الله تعالى بالأعمال التي يحبه الله تعالى ، وان يظهر لله عز وجل ذله واحتقاره لنفسه ،وأن يخاف من عذاب الله ، وأن لا يأمن من مكر الله ، ولا يغفل عن قول : "ربنا ما عبدناك حق عبادتك " ،
- ويعترف بالتقصير ، ويستغفر عقب الصلوات ، وأن يداوم على الذكر والإستغفار في الصباح وفي المساء ، وفي الأسحار ، ليكفر عن ما بذر منه من التقصير في العبادات ، فيجب عليك أن تسير في عبادتك على ما سار عليه الأنبياء والصالحون من قبلك ،
- وأن تؤدي ما أمرك الله به من عبادات على الوجه الذي يحبه الله ، وتقصد بذلك التقرب إليه ، والرجاء بالثواب الذي أعدَّه للعابدين ، والخوف من سخطه وعذابه إن حصل تقصير في الطاعات أو ترك لها ، ومن زعم أنه يحب ربه تعالى فليريه منه طاعته لنبيه صلى الله عليه وسلم ، كما قال تعالى : ( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) سورة آل عمران/ آية 31 .
فالأصل في العبادة أنك تعبد الله تعالى لأنه سبحانه وتعالى يستحق العبادة وحده لا شريك الله ، ولأنه خلقك من أجل العبادة ، قال تعالى : ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) سورة الذاريات (56)
- كما ينبغي أن لا تكون العبادة يغلب عليها الخوف من الله تعالى أو في المقابل أن يغلب عليها الرجاء ، ولكن يجب أن تكون العبادة متوازنة بين الخوف والرجاء .
- فلو أن العبد تقرب إلى الله تعالى بالطاعات والعبادات واستشعر لذة هذه العبادات لنسي الدنيا وما أهمه منها ولأعطاه الله ما كان يطمح به بفضل من الله وكرمه
فيجب أن تكون من نوايا العبادة والصلاة لله تعالى طلب العون والتوفيق الدنيوي في الدراسة أو العمل أو الرزق أو الزوجة أو الأولاد وغيرها من شؤون الحياة المختلفة .
وقد قال ابن عثيمين في شرح رياض الصالحين: أنه لا بد للإنسان أن لا تكون الدنيا أكبر همه ولا مبلغ علمه، بل يسأل الله أن يجعل مبلغ علمه علم الآخرة، أما علم الدنيا وما يتعلق بها: فهذه مهما كانت فإنها ستزول، يعني لو كان الإنسان عالما في الطب، عالما في الفلك، عالما في الجغرافيا، عالما في أي شيء من علوم الدنيا فهي علوم تزول وتفنى، فالكلام على علم الشرع علم الآخرة، فهذا هو المهم
- وأما قولك أحياناً يغيب عن بالي الخوف من الله تعالى - فقد يكون هذا من وسوسة الشيطان - فقد يكون تفكيرك منصب على الأمر الدنيوي الذي يشغلك وتنسى أن الله تعالى قادر على كل شيء وبيده مقاليد السموات والأرض ، وأنك بعبادته حق العبادة سيكفيك ما أهمك .
- ففي الحديث الذي رواه الصحابي زيد بن ثابت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :(من كانت الدُّنيا همَّه ، فرَّق اللهُ عليه أمرَه ، وجعل فقرَه بين عينَيْه ، ولم يأْتِه من الدُّنيا إلَّا ما كُتِب له ، ومن كانت الآخرةُ نيَّتَه ، جمع اللهُ له أمرَه ، وجعل غناه في قلبِه ، وأتته الدُّنيا وهي راغمةٌ) صححه الألباني .
- فالمسلم يصلي لأن الصلاة فرض عليه وهي الفرق بينه وبين الكافر - كما ورد في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ) رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه.
فلاشك بأن كل إنسان يمر بظروف صعبة وقاسية وصعبات في تحقيق أهدافه ومن رحمة الله بنا أوجد لنا الدعاء ليكون صلة قوية بيننا وبين الله الخالق حينها لا يملك العبد إلا أن يناجي ربه ويدعوه ليفرج الله عنه كربه.