دعني أبدأ إجابتي عن سؤالك الرائع هذا بالتأكيد على أن واحداً من أهم أوجه الذكاء البشري هو الذكاء اللغوي (linguistic intelligence). يجد الأشخاص الذين يتمتعون بالذكاء اللغوي في أنفسهم ميولاً و شغفاً و رغبة بتعلم عدة لغات في آن واحد، و اكتساب المهارات اللي ترافق كل لغة منها. و لعل من أهم صفات الأشخاص الذين يتمتعون بالذكاء اللغوي المتّقد ميولهم و شغفهم الكبير بالقراءة التثقيفية بشكل كبير و الكتابة أيضاً، و نتيجةً، يظهر ذلك جلياً بصورة إيجابية على نوعية و جودة الأحاديث و الردود التي يقومون بها.
كما يظهر تأثير الذكاء اللغوي الذي يتمتع به هؤلاء الأفراد جلياً على تناغم الكلمات و إختيار السليم منها نحوياً و لغويا، و يتمتعون بنطق جيد جداً للكلمات و مخارج سليمة للحروف.
وأخيراً يتمتع الأفراد ذوي الذكاء اللغوي بقدرة مبهرة على الإقناع، التحدث و الخطابة أمام الجمهور، يتمتعون بقدرة عالية على التأثير على الآخرين لتغيير آرائهم، و قناعاتهم من خلال الحوار النظيف.
و بالتالي، فإن الفرد الذي يتمتع بذكاء لغوي بدرجة ما، سيعكس ذلك بصورة واضحة على طريقة الحديث و جودة محتواه بطريقة ما بشكل مؤكد.
أما عن تجربتي الشخصية بهذا الخصوص، فأنا أؤكد بل و أكاد أجزم أنني أستطيع تعميم الحكم السابق من مجرد قراءة علمية و فحص لمؤشرات إلى حقيقة لمستها بنفسي، ففي كل المرات التي حدث و دخلت فيها حواراً مع من أحب تسميتهم - ثنائيي أو متعددي اللغات- فإنني إختبرت تأثيراً إيجابياً بصورة كبيرة لذلك على نوعية الحديث و على جميع الأصعدة.