نعم ذكرت :
الحالة الأولى : وهي حادثة المرأة التي كانت تصرع
- فعن عطاء بن أبي رباح قال: قال لي ابن عباس، ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ قلت: بلى، قال: هذه المرأة السوداء، أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إني أصرع وإني أتكشف، فادع الله لي، قال: "إن شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك"، فقالت: أصبر، فقالت: إني أتكشف فادع الله لي أن لا أتكشف، فدعا لها. أخرجه بخاري ومسلم .
قال ابن حجر: وعند البزار من وجه آخر عن ابن عباس في نحو هذه القصة أنها قالت:
- فقولها (إني أخاف الخبيث أن يجردني) تقصد به أنها متلبسة بجني .
- الحالة الثانية : عن عثمان بن أبي العاص قال: لما استعملني رسول الله صلى الله عليه وسلم على الطائف جعل يعرض لي شيء في صلاتي حتى ما أدري ما أصلي، فلما رأيت ذلك رحلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ابن أبي العاص؟ قلت: نعم يا رسول الله، قال ما جاء بك، قلت يا رسول الله عرض لي شيء في صلواتي حتى ما أدري ما أصلي، قال: ذاك الشيطان، ادنه، فدنوت منه فجلست على صدور قدمي، قال: فضرب صدري بيده وتفل في فمي وقال: اخرج عدو الله، ففعل ذلك ثلاث مرات ثم قال: الحق بعملك، فقال عثمان: فلعمري ما أحسبه خالطني بعد.
رواه ابن ماجه، وقال البوصيري: إسناده صحيح، رجاله ثقات، ورواه الحاكم وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، وصححه الألباني .
- الحالة الثالثة :عن يعلى بن مرة الثقفي: عن أبيه: أن امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم معها صبي لها به لمم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اخرج عدو الله، أنا رسول الله، قال: فبرأ. رواه أحمد، وصححه الألباني .
- كما أن تلبس الجني بالإنسي قد ورد في كتاب الله تعالى : قال تعالى: (وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ) {سورة ص : 41}.
- فهذا دليل صريح من القرآن الكريم على أن إبليس وأعوانه من الجن لهم قدرات في التأثير الصحي على الإنسان.
-قال السعدي: أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ. أي: بأمر مشق متعب معذب، وكان سلط على جسده فنفخ فيه حتى تقرح ثم تقيح لاحقا واشتد به الأمر.
- فالجني قد يسلط على بعض الناس ويظهر عليهم بسبب ذلك أعراض مرضية، ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم للمستحاضة: (إنما هي ركضة من الشيطان) رواه الترمذي وقال: حسن صحيح.
- وكذلك حديث النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : (فناء أمتي بالطعن والطاعون، فقيل: يا رسول الله هذا الطعن قد عرفناه، فما الطاعون؟ قال: وخز أعدائكم من الجن) رواه أحمد بأسانيد أحدها صحيح، وأبو يعلى والبزار والطبراني وصححه الألباني,
- وكما أن الله تعالى قد أعطى قدرات للجن أن يتلبس الإنسي ، فقد أعطى الإنسي من الوسائل وأسباب الوقاية والعلاج منه، وذلك من خلال الرقية الشرعية التي من خلالها يخرج الجن من جسد الشخص الذي تلبس به .
- ولكي يتجنب المسلم الوقوع في التلبس الجني والسحر والعين فقد أرشدنا القرآن الكريم بأن القرآن الكريم له أثر كبير في الحماية من الإصابة بالسحر والحسد ومن أهم الوسائل التي ينبغي للمسلم أن يحافظ عليها:
-قراءة سورة البقرة كل ثلاث أيام لما فيها من العلاج الكبير لطرد الشياطين والجن من المنزل .- فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (اقْرَءُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ، فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ، وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ، وَلاَ تَسْتَطِيعُه الْبَطَلَةُ)رواه مسلم
والمقصود هنا بالبطلة هم السحرة .
- ومِنْ طُرقِ الوقايةِ والعلاجِ مِنَ السحرِ الدعاءُ، لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ الدُّعَاءَ يَنْفَعُ مِمَّا نَزَلَ وَمِمَّا لَمْ يَنْزِلْ، فَعَلَيْكُمْ عِبَادَ اللَّهِ بِالدُّعَاءِ) رواه الترمذي
- وننوه إلى أنَّ أذكارَ الصباحِ والمساءِ وتحصينَ النفسِ والأهلِ والأبناءِ بالأورادِ حصنٌ حصينٌ ومتين مِنَ السحرِ، والحسد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (مَا مِنْ عَبْدٍ يَقُولُ فِى صَبَاحِ كُلِّ يَوْمٍ وَمَسَاءِ كُلِّ لَيْلَةٍ: بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لاَ يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِى السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ فَيَضُرُّهُ شَىْءٌ) رواه الترمذي
- ومن أهم التحصينات التي تمنع الساحر من سحره هي المحافظة على الرقية الشرعية، بأن يضع الشخص يده على رأسه ويرقي نفسه بالمعوذتين وآية الكرسي وأواخر سورة البقرة وسورة الفاتحة ,وأن يحرص على العبادات والصلاة في وقتها وينام على طهارة .