لا يوجد نص شرعي واضح وصريح يثبت أن مكة المكرمة هي مركز الأرض ، لكن بعض العلماء استنبط من بعض النصوص الشرعية إشارات إلى أن مكة هي مركز الأرض ، ومن هذه النصوص :
1.قوله تعالى : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمّةً وَسَطاً ) ( البقرة/143) ، لأن الآية في معرض الأمر باتخاذ الكعبة قبلة ، فكأن معنى الآية : كما كانت الكعبة وسط الأرض ، كذلك جعلناكم أنتم أمةً وسطا بين الأمم .
يقول القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" :
" المعنى : وكما أن الكعبة وسط الأرض ، كذلك جعلناكم أمة وسطا ".
ولكن النص غير واضح في هذه المعنى ولا يظهر إشارته له فمثل هذا الاستنباط ضعيف .
2. قوله عز وجل : ( وَهَـَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مّصَدّقُ الّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنذِرَ أُمّ الْقُرَىَ وَمَنْ حَوْلَهَا ) الأنعام/92
قال بعض العلماء : إنما سميت مكة " أم القرى " لأنها أصل قرى الأرض كلها ، ومنها دحيت الأرض ، فهي لذلك وسط الأرض .
وهذا غير لازم فهي أم القرى باعتبارها ام القرى لما حولها من القرى والبلدات ولا يلزم أن تكون بذلك مركز الأرض كلها .
3. عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( أول بقعة وضعت في الأرض موضع البيت ، ثم مدت منها الأرض ، وإن أول جبل وضعه الله على وجه الأرض " أبو قبيس " ، ثم مدت منه الجبال ) ، لكن هذا الحديث ضعيف ولا يمكن الاستشهاد به .
4. وردت آثار عن عبد الله بن عمرو بن العاص وابن عباس وأبي هريرة في كتب التفسير تفيد أن مكة هي مركز الأرض ومنها بسطت الأرض ، ولكن هذه الآثار بحاجة إلى تدقيق أولا في صحتها ، وثانيا هناك احتمال كبير أنها مأخوذة عن أهل الكتاب لو صحت ، لأن هؤلاء الصحابة وردت آثار عنهم أنهم أخذوا بعض علوم أهل الكتاب ، وبالتالي لا تصدق ولا تكذب .
فالخلاصة أنه لا يوجد نص شرعي او أثر صحيح يمكن الاعتماد عليه في إثبات هذه النظرية من الناحية الشرعية ، لكن يبقى النظر من الناحية العلمية في الموضوع ، وقد وردت بعض الدراسات المعاصرة تؤكد هذه النظرية حيث نشرت بعض هذه الأبحاث في مجلة البحوث الإسلامية ، ولكنها تبقى اجتهادات من أصحابها قابلة للخطأ والصواب ولا يجوز نسبتها للشرع ، بحيث لو ثبت بطلان هذه النظرية نسب الخطأ للنصوص الشرعية ، بل المسألة تدرس في مجالها العلمي البحت دون أن ينسب هذا القول إلى الشريعة .
والله اعلم
المصدر :
موقع الإسلام سؤال وجواب ( https://islamqa.info/ar/answers/102590 )