روي في ذلك حديث حسنه بعض العلماء وضعفه الأكثرون والحديث هو:
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر"
وهذا الحديث رواه الترمذي وأحمد، وقال عنه الترمذي: غريب وليس إسناده بالمتصل، يعني أنه ضعيف وضعفه السيوطي في الجامع الصغير، وضعفه غير واحد من المعاصرين.
إلا أن الشيخ الألباني رحمه الله وبعض المعاصرين حسنوه بمجموع طرقه، حيث حسنه الألباني في صحيح سنن الترمذي.
ويظهر أن الأرجح هو ضعف هذا الحديث، وبالتالي لا يثبت في صحة فضيلة الموت يوم الجمعة أو ليلته حديث.
وبعض العلماء يقول أن الموت يوم الجمعة لا يدل على حسن الخاتمة لأن يوم الموت ليس للإنسان فيه اختيار أو عمل حتى يكون فيه مدح للإنسان، وإنما يمدح الإنسان على ما كان له فيه عمل أو اختيار، فكونه مات يوم الاثنين أو الجمعة ليس فيه فضيلة بمجرده.
وإن كان بعض العلماء تساهل في قبول هذا الحديث وعد الموت يوم الجمعة من علامات حسن الخاتمة بناء على الحديث المروي فيه، ورووا في ذلك آثاراً منها أن النار لا تسجر يوم الجمعة ولا تفتح أبوابها.
قال الحكيم الترمذي: "ومن مات يوم الجمعة فقد انكشف له الغطاء عما له عند الله، لأن يوم الجمعة لا تسجر فيه جهنم وتغلق أبوابها ولا يعمل سلطان النار فيه ما يعمل في سائر الأيام، فإذا قبض الله عبدا من عبيده فوافق قبضه يوم الجمعة كان ذلك دليلا لسعادته وحسن مآبه"،
لكن الصحيح أنه لم يرد في ذلك حديث وهذه المسألة بحاجة إلى نص صحيح.
ويمكن أن نقول إن الموت يوم الجمعة قد يدل على حسن الخاتمة إذا اجتمع مع علامات أخرى دالة على حسن الخاتمة ومنها:
1. موت المسلم على عمل صالح وطاعة، كما روي في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا أراد الله بعبده خيراً استعمله" قالوا: كيف يستعمله؟ قال: "يوفقه لعمل صالح قبل موته).
2. نطقه بالشهادتين قبل موته، كما روي في الحديث (من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة).
3. رشح الجبين: يعني وجود عرق على جبين الميت عند وفاته، كما روي في الحديث ("موت المؤمن بعرق الجبين).
والله أعلم