هل ثبت عدد ركاب سفينة نوح عليه السلام..وهل نمتد جميعاً من نسل هؤلاء الصالحين

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٠٦ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
عن ابن عباس، قال: كان مع نوح في السفينة ثمانون رجلًا معهم أهلوهم، وإنهم كانوا في السفينة مائة وخمسين يومًا، وإن الله وجَّه السفينة إلى مكة، فدارت بالبيت أربعين يومًا، ثم وجَّهها إلى الجودي فاستقرت عليه.

- فيعتبر نوح عليه السلام أبو البشر الثاني، ونحن نمتد جميعاً من نسل هؤلاء الصالحين الذين آمنوا معه وركبوا معه في السفينة، لأن الله تعالى أغرق الباقين، ولم يبقى على وجه الأرض كافراً ديّاراً.
- وقد يقول قائل: ومن أين أتى الكفار وعبدة الأوثان بعد حادثة السفينة؟
فالجواب: أن الشياطين أتتهم "فاجتالتهم عن دينهم"، أي: صرفتهم وذهبت بهم عن دينهم إلى الأباطيل، وحرمت عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا.

- ولقد ذكر أهل التفسير أن عدد من كان معه في السفينة أنهم كانوا ثمانين رجلًا، وأنهم هلكوا عن آخرهم ولم يعقبوا. ثم اتفقوا أن جميع النسل من بنيه الثلاثة: يافث، وهو أكبرهم، وسام، وهو أوسطهم، وحام، وهو أصغرهم، فكل أمة من الأمم ترجع إلى أحد أبناء نوح الثلاثة.

وقيل: كانوا (تسعة وسبعين) رجلاً وامرأة: زوجته المسلمة، وبنوه الثلاثة: سام، وحام، ويافث، ونساؤهم، واثنان وسبعون رجلًا وامرأة من غيرهم.
 
- فبعد أن مكث سيدنا نوح عليه السلام يدعو قومه قرابة آلاف عام لم يؤمن معه إلا العدد القليل قال تعالى: (حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ ۚ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ) سورة هود (40)
جاءه الأمر الرباني أن يصنع السفينة وأن يحمل فيها من كل زوجين اثنين وأهله إلا امرأته وأحد أبنائه الذي رفض الركوب معهم ومن آمن معه وكان عددهم بضعة وثمانون مؤمناً.

- ولم يرد نص ثابت في القرآن أو السنة عن مدة مكث نوح عليه السلام في البحر أو في السفينة ولكن تقول بعض الإسرائيليات أنه مكث أربعين يوماً، والعلم بهذا الأمر لا ينفع والجهل به لا يضر ولو كان مهما لذكره القرآن الكريم.

- وبعد حادثة الطوفان وغرق الذين كذبوا وأعرضوا عن نوح عليه السلام لاحقا أخذ نوح عليه السلام يدعو قومه لسنوات ويعلمهم دين الله عز وجل، ويبلغ رسالة الله سنوات وهو يعلم أهل الإيمان دينهم لم يبق في الأرض كلها إلا بعض المؤمنين ونوح معهم، إنها لحياة طويلة ألف سنة إلا خمسين عاما وهو يعلم الناس ويصدع بالحق ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ} لم يبق في الأرض إلا أهل الإيمان.
 
-والمهم في القصص القرآني هو أنه جاء تسلية ومواساة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم في أن يصبر على أذى قريش في سبيل تبليغ دعوة الله تعالى، وعبرة للمؤمنين إلى يوم القيامة، لينظروا كيف كانت عاقبة الذين آمنوا بالله وبرسله، وعاقبة الذين كفروا وأعرضوا.

- يقول"ابن خلدون" في "التاريخ " واتفقوا على أنّ الطوفان الّذي كان في زمن نوح، وبدعوته: ذهب بعمران الأرض أجمع، بما كان من خراب المعمور، ومهلك الذين ركبوا معه في السفينة، ولم يُعْقِبوا، فصار أهل الأرض كلّهم من نسله، وعاد أبًا ثانيًا للخليقة "

- وقال" ثم اتفق النسابون ونقلةُ المفسرين على أنّ ولد نوح الذين تفرّعت الأمم منهم ثلاثة:

سام وحام ويافث، وقد وقع ذكرهم في التوراة، وأنّ يافث أكبرهم، وحام الأصغر، وسام الأوسط.

-وخرّج الطبري في الباب أحاديث مرفوعة بمثل ذلك، وأنّ سام أبو العرب، ويافث أبو الروم، وحام أبو الحبش والزنج وفي بعضها السودان.

-وفي بعضها سام أبو العرب وفارس والروم، ويافث أبو التّرك والصقالبة ويأجوج ومأجوج، وحام أبو القبط والسودان والبربر.