هل ثبت أن صيام النصف من شعبان يمنع عذاب القبر

1 إجابات
profile/بتول-الحمصي
بتول الحمصي
ماجستير في الشريعة الإسلامية (٢٠١٦-٢٠١٩)
.
٣١ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
لم نقف على أيُ دليل من كتاب أو صحيح سُنة على أنّ فضل صيام النصف من شعبان يمنع عذاب القبر ولم يثبت حديث يختص النصف من شعبان سوى ما أخرجه ابن حبان في صحيحه من حديث معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: 

(يطَّلِعُ اللهُ إلى خَلقِه في ليلةِ النِّصفِ مِن شعبانَ فيغفِرُ لجميعِ خَلْقِه إلَّا لِمُشركٍ أو مُشاحِنٍ). 

وفي هذا الحديث حضٌ على نبذ أسباب الفرقة والخلاف وطرحُ كُل ما يُعكر صفو العلاقات الأخوية بين المسلمين وتنقية المجتمع من الحقد والضغينة والكراهية وتأليف القلوب وجمعها ورص الصفوف وبناء مجتمع متراحم متحاب متعاطف متكافل متكامل قوي متماسك يكون سِلما لأوليائه حربا على أعدائه يقول الله سبحانه وتعالى في مُحكم التنزيل: 
(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) [سورة الحجرات] 


وقد كان النبيُ صلوات ربي وسلامه عليه يُكثر من الصيام في شهر شعبان وقد أخرج النسائي في صحيحه من رواية أسامة بن زيد رضي الله عنه: 
(يا رسولَ اللَّهِ!لم ارك تَصومُ شَهْرًا منَ الشُّهورِ ما تصومُ من شعبانَ؟  قالَ: ذلِكَ شَهْرٌ يَغفُلُ النَّاسُ عنهُ بينَ رجبٍ ورمضانَ، وَهوَ شَهْرٌ تُرفَعُ فيهِ الأعمالُ إلى ربِّ العالمينَ، فأحبُّ أن يُرفَعَ عمَلي وأَنا صائمٌ). 
 

ولصيام النصف من شعبان فضل ليس لكونه من شعبان ولكن لكونه يأتي ضمن الأيام البيض الموصى بصومهن من النبي صلى الله عليه وسلم كما أخرج النسائي في صحيحه من حديث أبي ذر الغفاري رضي الله عنه: (إذا صُمتَ شيئًا منَ الشَّهرِ فصُم ثلاثَ عشرةَ وأربعَ عشرةَ وخمسَ عشرةَ) 


 وأما ما ورد فيما يخص ما يمنع عذاب القبر هو ما رواه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في صحيح الجامع: (سورةُ تبارك هي المانعةُ من عذابِ القبرِ) وما صح من رواية أبي هريره في صحيح ابن ماجه: 
(إنَّ سورةً في القرآنِ ثلاثونَ آيةً شفَعت لصاحبِها حتَّى غُفِرَ لَه تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ). 
 

وينبغي التنبيه أنه عند اقتراب شهر شعبان المبارك يكثر نشر أحاديث كثيرة في فضائل النصف من شعبان لذا يجب التحري والتثبت فالدين اتباع وليس ابتداع.