نعم ففتنة النساء هي إبتلاء من الله تعالى ويجب الصبر عليها .
إن فتنة النساء وفتنة المال من أخطر الفتن على المسلم ، والدليل على ذلك :
1- قوله تعالى : ( زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ۗ ذَٰلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ) سورة آل عمران (14)
2- قوله صلى الله عليه وسلم : ( ما تركت بعدي في الناس فتنة أضر على الرجال من النساء ) متفق عليه .
3- وقوله صلى الله عليه وسلم : ( إن الدنيا حلوةٌ خضرةٌ. وإن اللهَ مستخلفُكم فيها. فينظرُ كيف تعملون. فاتقوا الدنيا واتقوا النساءَ. فإن أولَ فتنةِ بني إسرائيلَ كانت في النساءِ ) رواه مسلم .
- وأما بخصوص جزاء الصبر على فتنة النساء فيتمثل في قوله صلى الله عليه وسلم :
1- حلاوة الإيمان في القلب ( من غضَّ بصره عن محارم الله، عوَّضه الله إيمانًا يجد حلاوته في قلبه) حديث صحيح .
2- تفريج الكرب والهم وحصول الفرج بعد الشدة ، ففي الحديث الصحيح : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "بينما ثلاثةُ نفرٍ يتمشون أخذهم المطرُ . فأووا إلى غارٍ في جبلٍ . فانحطت على فمِ غارِهم صخرةٌ من الجبلِ . فانطبقت عليهم . فقال بعضُهم لبعضٍ : انظروا أعمالًا عملتموها صالحةً للهِ ، فادعوا اللهَ تعالى بها ، لعل اللهَ يفرجُها عنكم... فقال أحدُهم : اللهمّ ! إنه كان لي ابنةُ عمٍّ أحببتُها كأشدِّ ما يحبُّ الرجالُ من النساءِ . وطلبتُ إليها نفسَها . فأبتْ حتى آتيها بمائةِ دينارٍ . فتعبتُ حتى جمعتُ مائةَ دينارٍ . فجئتُها بها . فلما وقعتُ بين رجليها . قالت يا عبدَالله ! اتقِ اللهَ . ولا تفتحِ الخاتمَ إلا بحقِّه . فقمتُ عنها . فإن كنتَ تعلم أني فعلتُ ذلك ابتغاء وجهِك ، فافرجْ لنا منها فرجةً . ففرج لهم "
3- يكون من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ، ففي الحديث : ( رجل طلبته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله".
4- الفوز بالجنة والنجاة من النار ، ففي الحديث قال صلى الله عليه وسلم: "من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة".
- ويبدأ حفظ النفس من الفتن من خلال :
1- التعرف على الفتن ، كما كان يفعل الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان - رضي الله تعالى عنه - أنه كان يسأل الرسول صلى الله عليه وسلم عن الشر والفتن ، فقيل له لما تسأل عن ذلك ؟ فقال : حتى أتجنبها ولا أقع فيها .
- والفتن تنقسم إلى قسمين :
1- فتن شهوات ( خمر وزنا ومخدرات وسرقة وغش وإحتيال وأكل أموال الناس بالباطل )
2- فتن شبهات ( فتنة النفاق والبدع وغيرها )
- وقد يجتمعان في قلب واحد .
2- وحفظ النفس من الفتن كذلك يبدأ بمعرفة أسباب الفتن وهي :
1- فساد القلب وميله لقبول الفتن ففي الحديث :قالَ حُذَيْفَةُ بن اليمان - رضي الله عنه -: سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: ( تُعْرَضُ الفِتَنُ علَى القُلُوبِ كالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا، فأيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَها، نُكِتَ فيه نُكْتَةٌ سَوْداءُ، وأَيُّ قَلْبٍ أنْكَرَها، نُكِتَ فيه نُكْتَةٌ بَيْضاءُ، حتَّى تَصِيرَ علَى قَلْبَيْنِ، علَى أبْيَضَ مِثْلِ الصَّفا فلا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ ما دامَتِ السَّمَواتُ والأرْضُ، والآخَرُ أسْوَدُ مُرْبادًّا كالْكُوزِ، مُجَخِّيًا لا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا، ولا يُنْكِرُ مُنْكَرًا، إلَّا ما أُشْرِبَ مِن هَواهُ) رواه مسلم .
2- الإشاعة وعدم التثبت من صدق الأخبار أو كذبها ونقلها للناس بقصد إحداث الفتنة .
3- الكذب والنميمة من أهم أسباب وقوع الفتن بين الناس .
4- الإحتكام للرأي وتقديمه على الشرع ، فعن سهل بن حنيف قال: ( أيها الناس اتهموا رأيكم على دينكم ) رواه البخاري
5- الطمع في الجاء والمنصب والمال .
6- وضع الرجل المناسب في غير مكانه المناسب .
7- تقليد الأمور لغير أهلها ففي الحديث «إذا وُسِّدَ الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة» (رواه البخاري [59])،
8- تحميل الناس ما لا يطيقون قد يقودهم إلى العصيان والرفض والفتنة .
9- من أكبر الفتن القول دون العمل ( كبر مقتاً عند الله أنتقولوا ما لا تفعلون )
- أما العلاج من فتنة النساء والفتن بشكل عام فيتمثل من خلال النقاط التالية :
1- غض البصر
2- البعد عن الخلوة والإختلاط بالنساء
3- البعد عن مشاهدة الأفلام والمسلسلات ومقاطع الفيديو وصور النساء .
4- تقوى الله تعالى ، وتعلق القلب بالله تعالة ومراقبته في السر والعلن .
5- الصبر على الضراء والشكر على السراء .
6- كثرة العبادات والنوافل .
7- الدعاء بيا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك .
8- التفقه في الدين ومعرفة الحلال من الحرام .
9- البعد عن أهل الأهواء والبدع والشبهات والشهوات والبراءة من أفعالهم .
10- الصحبة الصالحة ومجالسة الصالحين .
11- تعلم العلم الصحيح والنافع وقراءة كتاب الفتن من صحيح كتاب البخاري .