هل تعد دموع الميت في ساعة الاحتضار من علامات سوء الخاتمة

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٠١ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
لا يوجد أي دليل ثابت بأن دموع الميت من علامات سوء الخاتمة , بل نحسن الظن بالله تعالى فربما تكون من علامات حسن الخاتمة ويكون بكائه خشية من الله تعالى أو أنه بكى من فرحه لأنه شاهد مقعده في الجنة.

- ولكن هناك بعض العلامات التي توحي لنا بسوء خاتمة الميت :
1- إذا كان الميت من أهل الفسق والظلال فتجده يحتظر بصعوبة وقد يظهر على وجهه علامات تدل على سوء الخاتمة من اسوداد وجهه وعبوسه وظلمته ، ولا يستطيع  النطق بالشهادتين وانصرافه إلى التكلم بما كان عليه حاله في الدنيا من السوء والفساد .

2- يختم الله له بعمل غير صالح فيموت على معصية الله والعياذ بالله ،مثل أن يكون تاركا  للصلاة وشاربا للخمر وقد ثبت عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال : ( إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالْخَوَاتِيمِ ) رواه البخاري.

3- أن تحضره الوفاة وهو يسئ الظن بالله تعالى ، فعَنْ جَابِرٍ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ وَفَاتِهِ بِثَلَاثٍ يَقُولُ : ( لَا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلَّا وَهُوَ يُحْسِنُ بِاللَّهِ الظَّنَّ ) رواه مسلم.

4- أن يُصرف الله عنه باب التوبة فلا يوفق لها ، فيتمادى في طغيانه  وضلاله ويصر على فعل المنكر حتى يموت عليه .

5- يكره لقاء الله تعالى فيكره الموت فقد ثبت في الحديث النبوي أن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ) .
-قَالَتْ عَائِشَةُ أَوْ بَعْضُ أَزْوَاجِهِ : إِنَّا لَنَكْرَهُ الْمَوْتَ ؟ قَالَ ( لَيْسَ ذَاكِ ، وَلَكِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا حَضَرَهُ الْمَوْتُ بُشِّرَ بِرِضْوَانِ اللَّهِ وَكَرَامَتِهِ فَلَيْسَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا أَمَامَهُ فَأَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ وَأَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ ، وَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا حُضِرَ بُشِّرَ بِعَذَابِ اللَّهِ وَعُقُوبَتِهِ فَلَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَهَ إِلَيْهِ مِمَّا أَمَامَهُ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ وَكَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ ) . رواه البخاري ومسلم

6- ومن علامات سوء الخاتمة أن يكثر الناس من الكلام السيئ عليه بعد موته ، فروى عن أَنَس بْن مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أنه  قال : ( مَرُّوا بِجَنَازَةٍ فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا خَيْرًا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وَجَبَتْ ) ، ثُمَّ مَرُّوا بِأُخْرَى فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا شَرًّا فَقَالَ : ( وَجَبَتْ ) ، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَا وَجَبَتْ ؟ قَالَ ( هَذَا أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ خَيْرًا فَوَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ ، وَهَذَا أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ شَرًّا فَوَجَبَتْ لَهُ النَّارُ ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ ) رواه مسلم والبخاري  . 

- وأما الأسباب التي تؤدي إلى سوء الخاتمة:  
1-الإصرار على المعاصي والإقبال على الدنيا وما فيها .

2-ملازمة ومجالسة أهل السوء.
 
3-الوقوع في الكبائر وفسادالعقيدة عنده.
 
4-ترك الصلاة ولعبادات والتعلق بالملذات والشهوات.

-قال الحافظ عبد الحق الإشبيلي رحمه الله :
"
وَاعلم رَحِمك الله أَن لسوء الخاتمة أعاذنا الله مِنْهَا أسبابا وَلها طرق وأبواب أعظمها الإكباب على الدُّنْيَا والإعراض عَن الْأُخْرَى ، والإقدام بالمعصية على الله تَعَالَى . أما علامات حسن الخاتمة :
  1. فإن كان العبد معروفا بالصلاح والتقوى في حياته ، ثم أشرق وجهه وابيض بعد موته كان ذلك مما يستبشر به ويستأنس . 
  2. ثناء الناس عليه بعدموته بالصلاح  ودعائهم له من علامات صلاحه ، وكذا حسن الصحبة التي كان عليها في حياته هي من علامات صلاحه .
  3. وحتى يحضى المسلم بحسن الخاتم عليه أن يكون مستقيما في طاعة الله تعالى. وأن يكثر من ذكر الموت لتلين بها القلوب وأن يحسن الظن بالله تعالى وأن يحرص على التوبه بعدكل ذنب ويكثر من الإستغفار والذكر وأن يسعى لمجالسة أهل الصلاح والتقوى . ونسال الله تعالى أن يحسن خاتمتنا ويرزقنا الفردوس الأعلى .