هل نستطيع أن نقول اننا جميعًا صورة حقيقية ومباشرة لأنفسنا أمام الغير؟ لأنني أظن أن هذا شيء مستحيل الحدوث، حيث اننا كلنا بطبيعتنا كبشر دائمًا نخفي شيئًا من الحقيقة الكامنة في دواخلنا. وكذلك العلماء والفلاسفة، هم مختلفون نعم، إلا أنهم ما زالوا بشرًا مثلنا، وما زالوا يخفون شيئًا. وإن كنا لا نعرف الكثير عن الفلاسفة جميعهم، فهذا لا يعني أن الأمر لا يطالهم، بل ببساطة هم استطاعوا أن يخفوا بمهارة ما احتاجوا أن يخفوه.
سأحدثك عن شخصية شهيرة. كيف ظهرت وما كان الوجه الآخر لها. ثم سأترك الحكم لك.
برتراند راسل(1872 - 1970)
فيلسوف بريطاني، وأحد مؤسسي الفلسفة التحليلية. وهو من أشهر المؤلفين في المائة عام الأخيرة. وهو إضافة إلى ذلك عالم رياضيات. ومتحدث وفيلسوف بالمنطق. ثم إنه ناقد اجتماعي وناشط سياسي. وربما كان من أكثر المدافعين عن الحقوق الإنسانية والمدنية والاجتماعية. كان قويًا في مواقفه ضد الظلم، والحربين العالميتين، والنازية، والحروب التي شهدها كافة. وكتب الكثير الكثير. حتى أنه سُجن وهو يدافع عن قضاياه ومبادئه. يبدو شخصًا نبيلًا جدًا، أليس كذلك؟
ربما لم تكن تعرف أن راسل كان ممن حرضوا على حرب نووية ضد الاتحاد السوفييتي الاستبائقي قبل أن يتبين أن الإتحاد السوفيتي يملك النووي، فقام بعدها راسل بنفي تصريحاته تلك! أم هل أتحدث عن مؤلفاته في التربية بينما كان لا يطبق منها شيء وسط عائلته. عندما ذكر أن المثلية نتاج سوء تربية كان راسل ذاته مثليًا وحاول أن يخبر والده بذلك إلا أنه لم يأخذ الأمر بتلك الجدية. ثم التربية الحسنة التي نادى بها بينما كان يغرق أحد أبنائه بالماء ليقمع خوفه منها، حتى أن ابنته ذاتها وصفت أساليبه بالوحشية. حتى أن ابنه هذا بعد أن أصيب بالجنون قام راسل بتركه وترك أمر علاجه لامه المفلسة ورفض رؤيته. حتى أن عشيقاته قد رأين الويل في علاقاتهن معه. حتى أنه يقال بأن اثنتين من عشيقاته انتهى أمرهن بإصابتهن بالجنون. ولم يتوقف الأمر هنا، بل وصل أحفاده. حيث يُذكر أن إحدى حفيداته حاولت دراسة الرياضيات وفشلت حيث أنها كانت تميل للآداب، وعندما وقعت بغراب شام لم يعجب جدها، قام بمقاطعتها وقطع عنها المال وجعل العائلة أجمعها تبتعد عنها، وانتهى أمرها منتحره بشكل بشع عندما أقدمت على حرق نفسها. هذا غير حفيدته الأخرى التي أصابها الفصام. ولم تكن زوجته أحسن حالًا، حيث فرض عليها علاقة مفتوحة تسمح لهما بممارسة العلاقات مع الغير بشرط أن لا تنجب أولادًا من غرباء! كلن التشرد والتشتت والتفكك في العائلة حصيلة شخصية بيرتراند راسل الفيلسوف والعالم والمؤلف النبيل.
ماذا يمكنك القول حول ذلك الآن؟