باعتقادي هناك فرق بين جلد ذات ولوم النفس، وفهم الفرق يساعدنا في حل الاشكالية في سؤالك كخطوة أولى.
والفرق بينهما هو أن:
- لوم النفس: يعني محاسبتها باستمرار ومراجعة ما نقوم به من أفعال، بحيث تشعر نفسك بشيء من الانضباط ولا تخرج عن السيطرة وتستبيح المحرمات مثلاً، ولكن هذا اللوم يجب أن يكون بحدود معينة ولا يجب أن يتحول إلى مصدر قلق وعدم راحة مستمرة للإنسان.
- جلد الذات: هو لوم النفس بشكل متكرر وبشكل حاد بحيث يفقد الإنسان ثقته بنفسه، ويشعر بالقلق والاكتئاب طوال الوقت، بالإضافة لشعور متواصل بالذنب، وهذا ما يجب على الإنسان أن يختلص منه أو يحصل على مساعدة من مختص نفسي للتخلص منه؛ لأنه يعتبر مرض علمياً.
وبهذا نصل معاً إلى أن جلد الذات أمر خاطئ وغير صحي على الصعيد النفسي وليس هو المقصود بالنفس اللوامة التي وردت في القرآن الكريم.
أما معنى قول الله -تعالى-: (ولا أقسم بالنفس اللوامة)؛ يعني أن الله عز وجل لا يقسم بالنفس التي تلوم على فعل الخير، وهناك من اعتبر أن المعنى المقصود هو أن الله -عز وجل- لا يقسم بالنفس التي تلوم نفسها عندما لا ينفع اللوم.
وعلى هذا يتبين لك أن هناك فرقاً بين جلد الذات الذي ينهى عنه الإسلام ويحتاج صاحبه إلى معالجة، والنفس اللوامة التي وردت في القرآن الكريم ومعنى القسم فيها.