نعم يجوز لك أن تقرأ من المصحف مباشرة في صلاة القيام - خاصة إذا كنت لا تحفظ الكثير من كتاب الله تعالى - فتضع القرآن الكريم من الحجم الكبير أمامك على مكان عالٍ كإستاند أو نحوه وتفتحه على المكان الذي تريد أن تقرأ منه بحيث تقرأ في كل ركعة وجه (صفحة) دون أن تتحرك وتغير في الصفحات، وهكذا تصلي ركعتين ركعتين وفي كل ركعة صفحة.
- والأفضل للخشوع والتدبر أن يقرأ المسلم مما يحفظ من كتاب الله تعالى، وأن يطيل القراءة في صلاة القيام (الثلث الأخير من الليل) لأن هذا الوقت تتنزل فيه الرحمات من الرحمن، لذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطيل الصلاة في قيام الليل ويقرأ سورة البقرة وآل عمران والنساء، وكان يخص البقرة أحيانا في القيام.
- والقيام يجوز بأي سورة طويلة كانت أم قصيرة فيجوز القيام بسورة البقرة أو جزء منها أو حزب أو نصف حزب أو ربع حزب، ويجوز بأي سورة من القرآن مما يحفظ المسلم،وإذا كان لا يحفظ فيجوز له فتح المصحف والقراءة منه في الصلاة .
- وأفصل صلاة للرجل بعد المكتوبة هي صلاة السنن في بيته وخاصة صلاة قيام الليل .
- وقيام الليل هو من السنن المؤكدة عن حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قال: (صَلَّيْتُ مع النبي صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَافْتَتَحَ الْبَقَرَةَ، فقلت: يَرْكَعُ عِنْدَ الْمِائَةِ. ثُمَّ مَضَى فقلت: يُصَلِّي بها في رَكْعَةٍ. فَمَضَى فقلت: يَرْكَعُ بها. ثُمَّ افْتَتَحَ النِّسَاءَ فَقَرَأَهَا، ثُمَّ افْتَتَحَ آلَ عِمْرَانَ فَقَرَأَهَا؛ يَقْرَأُ مُتَرَسِّلًا إذا مَرَّ بِآيَةٍ فيها تَسْبِيحٌ سَبَّحَ، وإذا مَرَّ بِسُؤَالٍ سَأَلَ، وإذا مَرَّ بِتَعَوُّذٍ تَعَوَّذَ، ثُمَّ رَكَعَ فَجَعَلَ يقول: سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ، فَكَانَ رُكُوعُهُ نَحْوًا من قِيَامِهِ، ثُمَّ قال: سمع الله لِمَنْ حَمِدَهُ، ثُمَّ قام طَوِيلًا قَرِيبًا مِمَّا رَكَعَ، ثُمَّ سَجَدَ فقال: سُبْحَانَ رَبِّيَ الأعلى فَكَانَ سُجُودُهُ قَرِيبًا من قِيَامِهِ...) رواه مسلم .
- وعلى المسلم أن لا يستعجل في قيامه وركوعه وسجوده بل عليه أن يطمئن في ركوعه، سجوده وقراءته لا يعجل يطمئن، كان النبي- صلى الله عليه وسلم - يصلي بطمأنينة وترتيل للقراءة خشوعًا في الركوع والسجود، هكذا المؤمن لا يعجل يطمئن في ركوعه وسجوده، يطمئن في قراءته ولا يعجل، يخشع فيها، تأسيًا بالنبي عليه الصلاة والسلام، وإذا أوتر بواحدة أو بثلاث أو بخمس أو بأكثر فلا بأس الأمر واسع، صلاة الليل ما فيها حد محدود، لكن أفضلها إحدى عشرة أو ثلاث عشرة تأسيًا بالنبي صلى الله عليه وسلم، يسلم من كل ثنتين ويوتر بواحدة هذا هو أفضلها، وإن أوتر بأكثر من هذا فلا بأس.
- وليس شرطاً أن يقوم المسلم الليل في الثلث الأخير من الليل وإن كان أفضله - فقيام الليل يبدأ بعد صلاة العشاء ويمتد حتى الفجر - فلو صليت ركعتين قبل النوم ثم تختم صلاتك بالوتر فتعتبر قد قمت الليل .
- وإذا صليت العشاء في جماعة في المسجد كتب الله لك قيام نصف ليلة ولو صليت الفجر في جماعة كتب الله لك قيام ليلة كاملة ، وهكذا كل يوم .
- كما أن قيام الليل يكون بمجاهدة النفس وتعويدها شيئاً فشيئاً وتخصيص وقت معين سواء من أول الليل أو نصفه أو في آخره حتى يصبح قيام الليل جزء أساسي في حياة المسلم .
- وعليه : ويجوز أن يقرأ المسلم في قيام الليل ما يشاء مما يحفظ سواء من السور القصار أم الطوال ، حتى ذهب أهل العلم أنه بإمكانه أن يقرأ من المصحف مباشرة إذا لم يكن يحفظ طبعاً في صلاة النافلة ( قيام الليل ) وليس في صلاة الفرض .