هل تبطل الصلاة باللحن في قراءة سورة الفاتحة

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
الفقه وأصوله
.
٢٠ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
تبطل في حالة إذا لحن لحناً يغير المعنى أو أسقط من حروفها حرفاً أو خالف ترتيبها وهو قادر على الإتيان بها على وجهها الصحيح.

وتفصيل ذلك:

أن الصحيح من أقوال العلماء والذي عليهم جمهورهم أن الفاتحة ركن من أركان الصلاة لا تصح الصلاة بدونها لقول النبي عليه السلام (لا صلاة لمن لم يقرأ بأم القرآن)

وهذا الركن لا بد من الإتيان به على وجهه الصحيح وهو قراءة هذا السورة كما أنزلها الله تعالى، فمن أخطأ فيها فإن خطأه على أنواع:

الأول: أن يسقط حرفاً من حروفها أو يخالف في ترتيب آياتها، فهذا إذا علم وتنبه لذلك وجب عليه تصحيح الخطأ وإعادة الفاتحة أو إعادة الركعة إذا لم يعلم به إلا بعد ركوعه.

الثاني: أن يخطئ في الحركات ويكون خطؤه مما يغير المعنى، مثل لو كسر كاف (إياك)، أو م تاء (أنعمت)، فمثل هذا لا الخطأ يخل بصحة هذا الركن إذا كان قادراً على الإتيان به على وجهه الصحيح، فيؤمر مثل هذا المصلي بتلعم قراءة سورة الفاتحة حتى تصح صلاته، فإن قصر أو تكاسل لم تصح صلاته ولا صلاة من خلفه.

أما إذا كان كبيراً في العمر لا يحسن التعلم ولا يحسن قراءتها أفضل أمن هذا الوجه، أو لم يجد من يعلمه، فإنه تصح صلاته لنفسه ومن هو مثله في عدم إتقان القراءة، ولكن لا تصح صلاته بمن هو أحسن منه ممن يحسن قراءة سورة الفاتحة بدون لحن جلي يخل بالمعنى.

الثالث: أن يخطئ في الحركات خطأ لا يغير المعنى مثل فتح دال (الحمد) بدل ضمها، أو يخطئ في أحكام التجويد ولو كان يعتبر جلياً عند علماء التجويد، فمثل هذا تصح صلاته لنفسه ولغيره، ولو كان غيره يحسن القراءة أفضل منه، ولكن تكره صلاته به، والأصل أن يكون الإمام هو من يحسن قراءة الفاتحة.

قال ابن قدامة رحمه الله في كتابه المغني (يلزمه أن يأتي بقراءة الفاتحة مرتبة مشددة غير ملحين فيها لحنا يحيل المعنى، فإن ترك ترتيبها أو شدة منها، أو لحن لحنا يحيل المعنى مثل أن يكسر كاف إياك أو يضم تاء أنعمت، أو يفتح ألف الوصل في اهدنا لم يعتد بقراءته؛ إلا أن يكون عاجزا عن غير هذا.).

والله أعلم