هل بإمكاننا حقّاً أن نعلم ما هو الشعور لأن نكون خفّاشاً؟

أن نعلم الشعور المتكون لدى الخفاش في استخدامه الصدى لمعرفة العالم من حوله ليست معرفة موجود إلى الآن لأننا ومن خلال العلم نفهم فقط كيف يستخدم الخفاش الصدى من الناحية الفسيولوجية الوظيفية إلا أن تفسير شعوره الخاص لن يكون واضح تمامًا، ومن هنا يمكن أن نكون خفافيش من الناحية الفسيولوجية ولكن ليس من الناحية الشعورية. فنحن نفهم العالم من حولنا باستخدام البصر بنفس الطريقة التي يستخدم فيها الخفاش السمع. وبناء على ذلك ولوجود اختلاف بطبيعة الحاستين لا يمكن أن نقول أننا يمكن أن نكون خفافيش بالمعنى الحقيقي إلى هذه اللحظة، إلا أن العلم متطور ويمكن أن يتوصل لطريقة يمكن من خلالها فهم الشعور لدى الخفاش وبالتالي تطوير قدرة مماثلة لدينا كبشر تساعدنا على أن نكون خفافيش بالمعنى المجازي الوظيفي الشعوري.

من ناحية أخرى نحن نتشابة مع الخفاش بطريقة تعاملنا مع العالم من وجهة نظر ذاتية لا موضوعية، فأنا أتعامل مع البيئة من حولي بطريقة معينة تعتمد على الفكر والتوجه والمبادئ والقيم قد تخالف الحقائق الموضوعية أو لا تختزل عن طريقها، وكذلك الخفاش عندما يستخدم صدى الصوت للتفاعل مع البيئة من حوله قد يخطئ نتيجة ما يكوّن من مثيرات واستجابات بطريقة فهم الصدى فيخالف الموضوعية المادية، وهنا يمكن القول أن التجربة الذهنية (شعورية) للإنسان لا يمكن أن يتم اختزالها في المفاهيم الموضوعية المادية وإنما تظهر عن طريق وجهات النظر الفردية.

كما أن هنالك من يرى أن الخفاش ليس له شعور واعي وعليه لن نتمكن من علم الشعور الذي يمكننا من أن نصبح خفايش، ومن ناحية أخرى هنالك من يرى أن طبيعة تجربة الخفاش مع عالمة مختلفة عن العالم المادي ذاته بشكل حقيقي وعليه الإنسان قد لا يستطيع أن يكون مشابه للخفاش لأن تصوره الذاتي للعالم لا يختلف عن العالم ذاته إلا في بعض المواضع وبوجود بعض الظروف.

فهم فسيولوجية الخفاش الوظيفية يقدم لنا علم معين نستطيع من خلالها أن نشاببه إلى هذه اللحظة لا أن نصبح مثله تماما وذلك عن طريق:

• إيجاد فهم متسق ما بين ما لدينا من نظره وما في العالم من حقيقة: إدراك العالم من حولنا بنظرة واقعية يؤكد لنا أننا نفهم العالم بنفس الطريقة التي هو موجود بها وعليه يمكن القول إننا هنا عندما نتصرف ضمن بيئة فيها مثيرات واستجابات بطريقة صحيحه وتحقق لنا النمو السليم والتطور الصحيح نكون مشابهين للخفاش بطريقة تعامله مع عالمة.
• وجود التحكم بالرغبات والحريات؛ وهنا نجد أن الخفاش لا يمكن أن يتصرف بحرية بطريقة تمنعه من كسر حاجز الصدى والتصرف بعبثية ونحن كذلك فيما يتعلق ببعض الأمور التي تحكمها العادات والتقاليد والأخلاق والثقافة المجتمعية.