-الدعاء لا بد فيه من تحريك للشفاه أو نطق وإلا فإنه لا يكون دعاء.
- وبمجرد تحريك اللسان فقد حصل الدعاء والأجر بإذن الله تعالى والله فضله واسع ، ولكن يجب أن يكون الدعاء معبر فيه باللسان لكي يكون عمل يجزى عليه الإنسان،
- وقد جاءت نصوص القرآن والسنة تؤكد على أن الدعاء لا بد أن يكون بلفظ، وإلا لم يُسم دعاء,
- وجميع الأدعية والإذكارات الصباحية والمسائية وعقب الصلوات وقراءة القرآن لا بد أن تتوفر فيها حركة للسان . وأن يسمع الإنسان نفسه عند ذكرها .
-وقد المالكية، والحنفية في قولهم : أنه يجزئ أن يحرك لسانه ويخرج الحروف دون صوت، وهو كذلك اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله .
- والدعاء أو الذكر دون تحريك اللسان ، لا يحصل به كلام، بل يكون تفكرا وحديث نفس، وقد ميز النبي صلى الله عليه وسلم بين حديث النفس والكلام . كما دل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم حيث قال: ( إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ لأُمَّتِي مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنفُسَهَا مَا لَمْ يَتَكَلَّمُوا أَوْ يَعمَلُوا بِهِ ) رواه البخاري ومسلم
-يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: في معرض الدعاء بالعامية: فإن أصل الدعاء من القلب، واللسان تابع للقلب، ومن جعل همته في الدعاء تقويم لسانه أضعف توجه قلبه، ولهذا يدعو المضطر بقلبه دعاء يفتح عليه لا يحضره قبل ذلك
-وقد بين ابن الهمام رحمه الله في كتاب فتح القدير : (واعلم أن القراءة، وإن كانت فعل اللسان ، لكن فعله الذي هو كلام ، والكلام بالحروف ، والحرف كيفية تعرض للصوت ، وهو أخص من النفَس ، فإنه النفس المعروض بالقرع، فالحرف عارض للصوت، لا للنفس، فمجرد تصحيحها بلا صوت: إيماءٌ إلى الحروف بعضلات المخارج، لا حروف؛ فلا كلام )
ويتبين لنا في هذا قولين معتبرين :
الأول :وجوب أن يُسمع الإنسان نفسه، إن كان في حالة ذكر أو دعاء.
ثانيا :الاكتفاء بالإتيان بالحروف، ولا يكون ذلك إلا بحركة اللسان والشفتين ، ولو قليلا.
ولو جئنا بالنصوص القرآنية الواردة في الدعاء لوجدنا فيها تارة تصريحا بالقول، وتارة بالنداء وهو رفع الصوت.
ومن الأمثلة التي جاء بها القرآن الكريم نذكر منها: قال تعالى: ( هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ ) سورة آل عمران آية 38.
وقال تعالى : ( قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ) سورة الأعراف آية 151.
وقال: (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) سورة الأنبياء آية 83 .
ومن فضل الله تعالى علينا فإن التفكر والتدبر أو الذكر القلبي : يثاب الإنسان عليه، ويؤجر عليه .
لكن لا يقال لمن تفكر: إنه دعا، ولا نعلم ما يفيد أن الدعاء يكون بالقلب.
ويجب على العبد أن يكون عنده حسن ظن بالله تعالى ويقين بالإجابة ولكي يحصل العبد المسلم على إجابة الدعاء يتوجب عليه أن يلتزم بشروط الدعاء:
وهي الإلتزام بالسنة النبوية عند الدعاء بأن لا يدعو بقطيعة رحم وأن لا يدعوا إلا بخير وأن يتحرّى أكل الحلال وأن يتحرى الأوقات الإجابة مثل الدعاء بين الآذان والإقامة وفي قيام الليل ويوم الجمعة ووقت السحر وبعد الفجر. وأن لا يتعجل بالدعاء وأن يدعوا الله بالأعمال الصالحة
وعليه فإن يجب تحريك الشفاة بالقراءة أو بالذكر او بالدعاء وإن لم يحصل تحريك اللسان فإنه يعتبر نوع من أنواع التفكر والتدبر بالقلب
والله تعالى أعلم