أوجدت جائحة كورونا نظاماً تعليمياً مختلفاً كلياً عما كان عليه, فتحولت غالبية المؤسسات التعليمية من التعليم الوجاهي الى التعليم بالمراسلة او بما يسمى " عن بعد", ولجأت إليه الدول باعتباره حلاً آمناً للطلاب والأهالي, ولا يمكن الاجابة بالنفي او الايجاب على سؤال كهذ لأنه يعتمد على عدة عوامل مجتمعة تختلف من طالب لآخر, وإليك تفصيلاً لما أقصد:
أولاً: تعتبر طريقة التعلم عن بعد حلاً جيداً في بعض الأحيان, مثلاً في حالة دراسة تخصصات لا تحتاج الى تطبيقات عملية او مواد فهم تحتاج التواجد بشكل وجاهي, وإذا كانت الجامعة مثلاً في محافظة بعيدة او في دولة أخرى, إضافة لتواجد خدمات الانترنت بصورة ممتازة, لأن الدراسة بشكل كامل ستكون باستخدام الانترنت والهاتف او الكمبيوتر, أيضاً في حالة كان الطالب يعمل أثناء دراسته فقد تكون هذه الطريقة مناسبة ولا تضيع الوقت في الذهاب والاياب وحضور المحاضرات بشكل وجاهي.
ثانياً: يكون التعلم عن بعد حلاً سيئاً في حالة كان التخصص علمياً وتحديداً بحاجة إلى تطبيق وفهم وجاهي, أيضاً إن كانت خدمات الانترنت سيئة بحكم الظروف الاقتصادية أو بحكم بعض المناطق الجغرافية التي لا تتوافر فيها خدمات الانترنت بصورة جيدة, أو البلدان التي تعاني من الحروب ومن الصعب توفيرها أصلاً, أيضاً إن كانت امكانات الهاتف لا تدعم التطبيقات المستخدمة في التعليم, أو كانت العائلة لديها عدة طلاب لا يتكافئ مع عدد الاجهزة المحمولة مما يسبب أزمة في استخدامها .
وأرى أن التعلم عن بعد ظلم كبير للطلاب خاصة طلاب المراحل الاساسية وطلاب الجامعات, لأن الجامعة ليست فقط تلقين المعلومات بل هي مرحلة تصقل فيها شخصية الطالب ويتعلم الكثير من خلال المجتمع الجامعي والطلاب والاساتذة, والمدرسة أيضاً كذلك الأمر , إضافة لمخرجات التعليم السيئة التي يعتمد فيها كثير من الطلاب على اساليب الغش والاحتيال , حتى أن الفئة التي يهمها التعليم بشكل جيد ملّت من هذه الطريقة.
أما إن اختاره الطالب بمحض إرادته وكان متابعاً جيداً لدروسه ومحاضراته فحينئذٍ قد يكون خياراً جيداً,
وإن كان لنوع التعليم هذا عدد من الفوائد لفئات محددة في المجتمع فإنه سلبياته أضعاف ايجابياته,
على أمل أن تنتهي هذه الجائحة بسلام وتعود الحياة لمجراها الصحيح ..