الحب من أجمل و أنقى المشاعر الإنسانية التي قد يعيشها الإنسان بفترة من حياته ولكن ما يحصل أن بعض الأشخاص ينتج بسبب تجارب سابقة خوف و رهاب من الحب و كأنه مرض وليس مشاعر جميلة يشعر بها الإنسان .
عرف علماء النفس رهاب الحب أو ما يسمى الفيلوفوبيا بأنه خوف الشخص من الحب ودخول أي علاقة عاطفية أو ارتباط أسري . فنجد الشخص يبتعد عن أي علاقة عاطفية وقد يكون محط انظار الكثيرين لكن من يصاب بفوبيا الحب لا يرى سوى انه عليه تجنب الدخول بأي علاقة و الإحساس بشعور الحب .
ولنتفق على أمر لا يولد الإنسان لديه فوبيا الحب كبعض الأمراض النفسية لكنه يكتسبه من البيئة وبما إنه شيء مكتسب فأكيد يمكن علاجه .
ولكن سنتحدث بالأسباب التي قد توصل إنسان للنفور وكره اجمل مشاعر قد يشعر بها أي إنسان :
أولها : تعرض الطفل لجو من المشاحنات فينشأ بأسرة مليئة بالمشاكل والمشاحنات بين الأبوين فينتج لدى الطفل فكرة بأن جميع العلاقات الإنسانية فاشلة و علي أن أبتعد عنها حتى أحمي نفسي من أي شعور قد يذكرني بما عشته بالماضي .
ثانيا : تعرض المصاب بفوبيا الحب لتجارب متكررة من الحب الفاشل الذي يؤدي إلى شعوره بأن جميع الناس خونه ولا أحد يستحق أي شعور جميل لأعطيه إياه .
ثالثا : قسوة الوالدين أو أحدهما مع الطفل ، فالطفل يربط بين مشاعر حبه لوالديه وبين شعور الخوف الذي يعيشه بسبب قسوتهما مما ينتج عنه شاب أو فتاة يهربون من أي علاقة حب فالحب مربوط لديهم بالألم .
ولنتحدث قليلا عن علاج فوبيا الحب ويكون بالعلاج السلوكي المعرفي وهو بأن نقوم بتغيير أفكار الفرد الموجودة في رأسه من سلبية إلى إيجابية بمعنى أن نكتب مع المريض الاأفكار المتعلقة عنده فيما يتعلق بالحب وكتابة أفكار إيجابية مقابلها ومحاولة تبني هذه الأقكار بشكل تدريجي فكلما تحدث المريض بشكل إيجابي عن الحب ومحاط بأشخاص يساعدونه مع تكرار الأفكار الإيجابية عن الحب سيأخذ العقل اللاواعي كل فكرة قيلت له ويحولها إلى حقيقة فيتحول الشخص من إنسان يعاني من رهاب الحب إلى شخص يتقبل فكرة الحب .
للطفولة وتجارب الحياة تأثير كبير في حياة كل إنسان فعلى كل أب و أم الانتباه لأطفالهم بأن يعطوهم الكثير من الحب و الدعم النفسي ليخرج للمجتمع أشخاص سويين .