ربما لم يخطر للكثيرين موضوع التفكير بلغة غير اللغة التي نتكلم بها، إلا أن هذه الخطوة يجب اتخاذها في طريق تعزيز قدراتنا باللغة الأخرى أو التي نسعى لتكلمها بطلاقة. أما إن كنت تظن أن الأمر صعب ويحتاج فترات طويلة من الدراسة والجهد حتى تصل إلى تلك المرحلة فأنت مخطئ بالتأكيد. إن التفكير بلغة لا تملك فيها تلك الخبرة والقدرات لا يحتاج منك سوى أمور بسيطة، إذ أنه لا يوجد قواعد لتتبعها داخل عقلك، تحتاج فقط إلى تكوين جمل بسيطة تحمل معاني لأفكارك وتستطيع فهمها أنت على الأقل. ثم لاحقًا ستلاحظ التحسن الكبير إلى جانب ممارسة اللغة كتابيًا وسمعيًا من المؤسسة التعليمية خاصتك أو حتى دروسك الذاتية.
إن الهدف من التفكير حقيقي ويخرج بنتائج حقيقية أيضًا. وإن كنت غير مقتنع، فإليك التالي؛ إن الدماغ لا يستطيع التمييز بين الفعل الحقيقي والفعل الخيالي، لذا يتعامل مع هذا النوع من التفكير على أنه نشاط أو تدريب حقيقي للغة، مما يعود عليك بنفع أكثر بكثير مما كنت تتصور سابقًا. وحتى إلى جانب تطويرك للغة، فأنت تعمل على تطوير قدراتك العقلية من خلال ممارسة أساليب التفكير هذه، التي بدورها تؤثر على جودة نشاط الدماغ.
وأما ما تستطيع اتباعه في عملية التفكير بلغة أخرى لكي تتمكن منها؛ هي أمور كثيرة(١). إليك بعضها:
- عليك التركيز على التفكير بطلاقة أكثر من أن تكون دقيقًا. لأن ملاحقة الدقة ستكون عائقًا أمام التعبير عن نفسك بصورة سهلة وبسيطة. فلتعلم أن السعي خلف المثالية ليس الطريقة الصحيحة للتعلم أبدًا.
- ولأن الدماغ لا يفرق بين الفعل المتخيل والحقيقي، فيُنصح دائما باللّجوء إلى التصوّر الذي يسهل عملية التمرين. فحسب التجارب التي أجريت على شخص يتخيل الركض، وُجد أن الدماغ يرسل نفس النبضات التي يرسلها للنشاط الحقيقي إلى الساقين.
- عليك التفكير بشكل مباشر باللغة، ليس أن تحاول فقط ترجمة كلماتك التي ستزيد الموضوع صعوبة. لذا التفكير المباشر سيجعلك تخرج بتلك العبارات التي لم تخرج منذ زمن وتذكرك باستخدامها.
- ماذا تفعل إذا لم تتمكن من اتباع النصيحة السابقة؟ يمكن اللجوء للخيار الثاني، ألا وهو ترجمة أفكارك. ليست هي الوسيلة الأنسب، لكن لا شك أنها الخطوة الأولى للمبتدأ.
- من الأمور التي ستزيد الأمور متعة، هي أن تدون أفكارك. حاول كتابة ما تفكر به في بعض الأحيان لكن دون التفكير كثيرًا بصحة ما تكتب. اجعل الأفكار تنساب بسلاسة على الورق وكأنها ما تزال في عقلك. تستطيع مستقبلًا أن تلاحظ تقدمك من خلال ما تكتب.
- اقرأ. ربما تعتقد أن هذه النقطة ليست مرتبطة كثيرًا بعملية التفكير بلغة أخرى، لكن في الحقيقة إن قراءة أفكار شخص آخر ستساعدك بشدة على بناء المزيد من الأفكار وبناء بدائل خيالية لتستخدمها داخل عقلك.
- في حال أنك لا تجد ما يمكنك التفكير فيه، فببساطة يمكنك اللجوء إلى ما حولك. حاول وصف الأشياء وخلق القصص مثلًا.