نعم، عند غياب الدعم النفسي من قبل شخص ما توقف وابتعد ولا تجعله مصدر لجوء بالنسبة لك واكتفى بالبكاء والحديث الذاتي، لأن اللجوء لشخص ما لطب الدعم النفسي وإن كان بطريقة غير مباشرة وعن طريق الفضفضة ومقابلة الفضفضة بإيماءات صوتيه ستشعرك بمزيد من اليأس والضغط، وتفقدك الثقة بالآخرين أولًا وبنفسك ثانيًا، خاصة في الحالات السلبية، لأننا كأشخاص نكون تحت تأثير المشاعر وما لدينا من عمليات عقلية تكون في حدها القليل ونفقد القدرة على اتخاذ قرارات صحيحة لانخفاض الانتباه والتركيز بدرجة كبيرة، فنفسر ردود الأفعال بطريقة سلبية، ونطور مشاعر سلبية اتجاه هؤلاء الأشخاص.
وفي مثل هذه الحالة يكون البكاء أفضل بمراحل عن الفضفضة وذلك لأن البكاء:
- أولًا: سبب من أسباب التخلص من التوتر والحزن، فهو وسيلة يمكن من خلالها تفريغ المشاعر السلبية، فمثل ما يشعر بعض الأشخاص بالراحة بعد الصراخ أو الركض أو التأمل يشعر من يلجأ للبكاء بالراحة فهو يخفف من الطاقة السلبية التي لديك وخلال البكاء يمكن ممارسة الحديث الذاتي الذي من خلاله يتم التعبير عن المشاعر للنفس فيسمع الشخص نفسه ويواسيها وبعد مرور وقت سيجد الإنسان نفسه يتمتع بقدر من الراحة.
- ثانيًا: سبب في تقليل الشعور بالألم: البكاء أحد السلوكيات الدفاعية الإنسانية التي تخفف من الأعراض السلبية فأثناء البكاء الجسم يقوم بإفراز هرمون الأوكسيتوسين والإندورفين، وهي هرمونات مسؤولية عن تخفيف الشعور السلبي، وبالتالي تخفيف مشاعر الألم، وهذه الهرمونات تعمل من ناحية أخرى على تحسين المزاج السيئ ويطلق عليها عادة هرمونات السعادة.
- ثالثًا: البكاء يفرز هرمونات التوتر خارج الجسم؛ ومن هنا البكاء فعليًا مخفف للتوتر، ويساعد على زيادة نسبة التحكم بالجسد والشعور بالاسترخاء.
ومن الاستراتيجيات التي لا بد منها في مثل هذه الحالة والتي تساعدك على الشعور بالتحسن أثناء البكاء:
- التخلص من التبعية: القدرة على التخلص من جعل الآخرين مصدر للدعم يجعلك أكثر قدرة على تحديد المواضع التي يمكن أن يتم التحدث فيها مع الآخرين وطلب الدعم فيها، لأن الاعتماد على الآخرين في مختلف الأمور يجعل من الفضفضة كبيرة وكثيره وتقابل بطريقة سلبية، فالحديث السلبي الدائم سبب في ظهور ردود فعل مثل (ها) اثناء الفضفضة.
- التعامل مع النفس: القدرة على التعامل مع النفس والتعامل مع المشاعر يجعل الدعم لديك ذاتي، فعندما تعلم ما لديك من مشاعر وتتعامل مع نفسك بطريقة بعيدة عن جلد الذات وفيها ثقة فأنت هنا تقدم الدعم لنفسك وتبتعد عن ردود الفعل السلبية التي قد تزيد من شعورك بالألم أو اليأس.
- ممارسة الرعاية الذاتية: في حال الشعور بالتوتر والحزن والحاجة للفضفضة مارس حديث الذات وقدم لنفسك الاهتمام، حديث الذات يعني أن تسمع نفسك ماذا تقول وتتفاعل مع نفسك بالحب والعطف، وابتعد قدر الإمكان عن أن تكون في مكان الضحية حتى لا تزيد من المشاعر السبية، انهض بنفسك قدر الإمكان، ومارس بعض الأنشطة التي تقلل من الوتر مثل التأمل والرياضات المختلفة.
ومن العوامل التي تساعدك على أن تحصل على الدعم المناسب أثناء الفضفضة:
- الحديث بطريقة واضحة والابتعاد عن التحيز والقدرة على التقبل: حتى تتخلص من رد فعل (ها) أشرك الأخر معك ولا تجعل حديثك له بمثابة التلقين القائم على الاستماع اطلب الرأي وكن حقيقي وواقعي وابتعد عن الأنانية أثناء الحديث.
- لا تجعل الهدف من الحديث دائمًا الحصول على حل أو حتى نصيحة، اجعل توقعاتك دائمًا واقعية ليس الجميع لديهم حلول لما نمر بمشاكل.
- اختر الوقت المناسب؛ اللجوء لشخص ما في وقت يعاني الكثير من المشكلات وجعله مصدر الحصول على الدعم أمر خاطئ، فالشخص المثقل بالمشكلات لن يكون على استعداد للاستماع لما لديك من أمر فهو يعاني بما فيه الكفاية.
- الإيجاز قدر الإمكان: كلما كنت قادر على الإيجاز كلما حصلت على دعم أكبر, لكن الحديث المطول والتكرار سبب في عدم إيجاد الدعم اللازم.