هل إسقاط الجنين الذي نفخ فيه الروح وتبين أنه لديه إعاقة حرام؟

ما دامت الروح قد نفخت وبلغ أربعة أشهر فإنه يأخذ حكم الأحياء من حرمة قتله والتعدي عليه ، ولو قال الأطباء أنه سيولد وفيه تشوه أو إعاقة معينة ، أو قالوا أنه لن يعيش كثيرا بعد ولادته ، أو غير ذلك ، فمهما قال الأطباء لا يجوز قتل هذه النفس التي نفخت فيها الروح ، ومن أسقط الجنين بعد نفخ الروح فيه فإنه قاتل معتمد لهذا الجنين وعليه الدية والكفارة .

ولا يجوز إجهاض الجنين بعد نفخ الروح فيه إلا في حالة واحدة وهو إذا كان في بقائه في بطن أمه خطرا محققا على أمه يؤذي إلى الوفاة  ، وقرر الطيبب المسلم الثقة أنه لا طريق لإنقاذ حياة الأم إلا بإجهاض هذا الجنين ، فعندها فقط يجوز الإجهاض حفاظا على الحياة المتيقنة لأمه. 

وكم من جنين ولد وفيه إعاقة معينة ، ولكنه تعايش معها وكبر وصار قرة عين لوالديه، ثم إن كلام الأطباء ليس قطعيا بل هو مظنون ، ولو حصل ما قالوا من ولادته بتلك الإعاقة ولم يعش بعدها كثيرا فإن ذلك لا يبيح قتل هذا الجنين ، بل يكون في ولادته كذلك ابتلاء لوالديه بالصبر والاحتساب على هذا البلاء .

جاء في قرار المجمع الفقهي الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي في دورته الثانية عشرة حول إسقاط الأجنة المشوهة :
 
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. أما بعد: فإن مجلس المجمع الفقهي الإسلامي، برابطة العالم الإسلامي، في دورته الثانية عشرة،

المنعقدة بمكة المكرمة، في الفترة من يوم السبت 15 رجب 1410هـ الموافق 10 فبراير 1990م إلى يوم السبت 22 رجب 1410هـ الموافق 17 فبراير 1990م قد نظر في هذا الموضوع، وبعد مناقشته من

قبل هيئة المجلس الموقرة، ومن قبل أصحاب السعادة الأطباء المختصين، الذين حضروا لهذا الغرض، قرر بالأكثرية ما يلي:
– إذا كان الحمل قد بلغ مائة وعشرين يومًا، فلا يجوز إسقاطه،:ولو كان التشخيص الطبي يفيد أنه مشوه الخلقة، إلا إذا ثبت بتقرير لجنة طبية، من الأطباء الثقات المختصين، أن بقاء الحمل فيه خطر مؤكد

على حياة الأم، فعندئذ يجوز إسقاطه، سواء أكان مشوهًا أم لا، دفعًا لأعظم الضررين.

– قبل مرور مائة وعشرين يومًا على الحمل، إذا ثبت وتأكد بتقرير لجنة طبية من الأطباء المختصين الثقات-وبناء على الفحوص الفنية، بالأجهزة والوسائل المختبرية- أن الجنين مشوه تشويهًا خطيرًا، غير

قابل للعلاج، وأنه إذا بقي وولد في موعده، ستكون حياته سيئة، وآلامًا عليه وعلى أهله، فعندئذ يجوز إسقاطه بناء على طلب الوالدين.
والمجلس إذ يقرر ذلك: يوصي الأطباء والوالدين، بتقوى الله، والتثبت في هذا الأمر. والله ولي التوفيق.