هل إذا دعيت الله بالزواج من رجل متزوج يكون دعاء غير مستحب؟

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
الفقه وأصوله
.
١٩ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
إذا كان يتصور لها أن تتزوج من مثله ولم تتمنى مع دعائها أن يطلق زوجته الأولى بل إنما كنت ترجو أن تكون زوجة ثانية لهذا الرجل وذلك لدينه وخلقه ورجولته وترى فيه الرجل المناسب لها، فإن مثل هذا الدعاء مباح إن شاء الله.

لأن الزوج المناسب صاحب الدين والخلق نعمة من الله ولا شك وفي وجوده عون للمرأة على دينها ودنياها فدعاء الله بمثل هذه النعمة مباح لا محذور فيه، وتعتبر في مثل هذه الحال نوعا من الغبطة وليس الحسد، فالغبطة هو تمني مثل النعمة التي عند أخيك أو أختك المسلمة مع بقائها عنده وعدم تمني زوالها عنها، وهو مباح كما في الحديث (لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالاً.. ورجل آتاه الله الحكمة..)

ولو كان في حصول هذه النعمة لك وهي زواجك من هذا الرجل نوع ضرر على الزوجة الأولى بكونها لم تبق زوجته الوحيدة وام يتبع ذلك من الغيرة والضيق النفسي، لكن هذه المفسدة لم يعتبرها الشرع في مقابل المصلحة الأكبر المترتبة من التعدد وهو إعفاف النساء وسترهن.

وقد عرض عمر بن الخطاب رضي الله عنه ابنته حفصة على أبي بكر وعثمان قبل أن يطلبها رسول الله، وعرضت امرأة نفسها على رسول الله ليتزوجها، ولم ينكر ذلك أحد.

أما إذا كان دعاؤك ورجاؤك أن تكوني زوجته مع طلاقه وفراقه لزوجته الحالية ولو كان ذلك أمنية انعقد عليها قلبك ولم تتلفظي بها، فإن دعاءك بذلك غير جائز، لأنه من الحسد المحرم.

لأن تمنيك ودعاؤك زواجك منه مع طلاقه وفراقه زوجته الحالية فيه تمني زوال نعمة عن أختك وانتقالها إليك وهذه حقيقة الحسد المحرم.

وقد جاء في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذكر بعض حقوق الأخوة الإسلامية (ولا تسأل المرأة طلاق أختها لتكفأ ما في إنائها)

يعني لا يجوز للمرأة أن تطلب من الرجل إذا جاء خاطباً لها أن يطلق زوجته الأولى لتوافق على الزواج منه فهذا محرم، وكذلك دعاؤها بذلك محرم.

والأفضل لك على كل حال ألا يكون دعاؤك بزواجك من رجل خاص بعينه لأنك لا تعرفين أين الخير، فقد يكون في الرجل الذي تظنين فيه خير شر، وقد يكون فيمن كرهت الخير لك، فالله يعلم وأنت لا تعلمين.

وفي الدعاء الذي علمه رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها:
(اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمتٌ منه وما لم أعلم وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم..).
فوكلي أمرك إلى ربك وفوضى إليه شأنك واطلبي منه الخير واستعيذي به من الشر وأرضى بقضائه.

والله أعلم