نعم : أي صيغة من صيغ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم لها نفس الأجر بدليل قوله صلى الله عليه وسلم : ( فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا ) رواه مسلم ، فلم يحدد الحديث أي نوع من الصيغ للصلاة عليه صلى الله عليه وسلم ، إنما جاءت الصيغة مطلقة - حيث قال من صلى علي صلاة - والفعل إذا ورد يصيغة النكرة فإنه يفيد العموم .
- والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم لها صيغ عديدة وأفضل الصيغ ما جاء به نص:
1- فقد سأل الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: قد علمنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك؟ قال فقولوا: ( اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد ) متفق عليه .
2- وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من سره أن يكتال بًالمكيال الأوفى إذا صلى علينا أهل البيت فليقل اللهم صل على محمد وأزواجه أمهات المؤمنين وذريته وأهل بيته كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد) رواه أبو داوود
3- وأفضل ما ورد في ذلك ما رواه الشيخان: البخاري ومسلم في الصحيحين من حديث كعب بن عجرة - رضي الله عنه - أنه قال للصحابة: ألا أهديكم هدية؟، قالوا: بلى، قال: خرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قولوا: ( اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ) متفق عليه .
4- وما جاء من حديث أبي حميد الساعدي وهو أنه قال صلى الله عليه وسلم : قولوا: ( اللهم صل على محمد وعلى أزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى أزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد ) أخرجه البخاري
5- ومن الصيغ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قولوا: ( اللهم صل على محمد عبدك ورسولك كما صليت على إبراهيم ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم )
6- ومن الصيغ كذلك ما رواه أبي مسعود البدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قولوا: ( اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد، قال: والسلام كما علمتم، وهو قول: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ) رواه مسلم
- ويفضل التنويع بين هذه الصيغ حتى يأتي المسلم بكل الصيغ التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم .
- ومشروعيتها هي من قوله تعالى: ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) سورة الأحزاب:56
- ويكفي المسلم الذي يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم فخراً أنه يشارك الله تعالى والملائكة في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم .
- كذلك الذي يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم يعتبر باراً بوالديه لأن الصلاة تعرض على النبي صلى الله عليه وسلم في قبره - وهو حي طري فلا تأكل الأرض أجساد الأنبياء- فتقول له الملائكة هذه صلاة فلان إبن فلان - فذكر أبا الرجل الذي يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم أمام النبي هو نوع من أنواع البر !!!
- وفضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عظيم فبها يغفر الله الذنب ويزيل الهم ويقضى الدين - ففي الحديث : فعن أبي بن كعب رضي الله تعالى عنه أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا رسولَ اللهِ إِنَّي أُكْثِرُ الصلاةَ عليْكَ فكم أجعَلُ لكَ من صلاتِي فقال ما شِئْتَ قال قلتُ الربعَ قال ما شئْتَ فإِنْ زدتَّ فهو خيرٌ لكَ قلتُ النصفَ قال ما شئتَ فإِنْ زدتَّ فهو خيرٌ لكَ قال قلْتُ فالثلثينِ قال ما شئْتَ فإِنْ زدتَّ فهو خيرٌ لكَ قلتُ أجعلُ لكَ صلاتي كلَّها قال : إذًا تُكْفَى همَّكَ ويغفرْ لكَ ذنبُكَ» (الترمذي:2457)،