هل أستطيع قراءة القرآن عن شخص؟

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٠٣ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 
الأصل والأفضل أن يقرأ المسلم القرآن الكريم عن نفسه، أما إذا كان لا يستطيع القراءة -أي عاجزا عن القراءة كأن يكون أمياً- فينبغي له أن يسمع القرآن الكريم وله بإذن الله الأجر والثواب ويعتبر هذا من مجاهدة النفس لنيل الأجر والثواب من الله تعالى .
 
- وقد ورد في فضل قراءة القرآن وسماعة نصوص شرعية كثيرة منها :
1- قال الله تعالى:  إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ) سورة الإنفال (2)
2- ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال:( اقرءوا القرآن فإنه يأتي شفيعاً لأصحابه يوم القيامة) رواه مسلم .
 
3-ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث آخر : (إنه يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن أصحابهما). رواه مسلم  

4-
وعن عبدُالله بن مسعودٍ - رضي الله عنه - قال : أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: مَن قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: ألف لام ميم حرف، ألفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ ) أخرجه الترمذي وصححه الألباني.

- ولكن لم يرد في القرآن الكريم ولا في سنة النبي عليه الصلاة والسلام ولا حتى عن أصحابه رضي الله عنهم ما دل على أنهم قرؤا القرآن الكريم عن أحد الأشخاص ، ولا حتى ورد عنهم رضوان الله عليهم أنهم أهدوا القرآن الكريم للوالدين ولا لغيرهما.

- فالقرآن الكريم قد أنزل للعمل به وتدبره والإكثار من قراءته من أجل الثواب، والمقصود الأعظم هو العمل بهذا الكتاب العظيم، وتطبيقه كمنهج حياة في الأرض.

- أما الإهداء للوالدين أو لغير الوالدين فلا أعلم له أصلاً يعتمد عليه ، وإن كان قاله بعض أهل العلم، وقالوا: إنه لا مانع من إهداء ثواب القرآن وغيره من الأعمال الصالحات، هذا قاله جماعة من أهل العلم لكن لا أعلم دليلاً عليه واضحاً من الكتاب أو من السنة .

- وإنما جاء الإهداء في الصدقة، يتصدق، يدعو لوالديه ولغيرهما كل هذا طيب، يحج يعتمر لا بأس عن والديه الميتين أو العاجزين لكبر سنهما، أما إهداء القرآن أو إهداء الصلاة أو إهداء الصوم أو إهداء التسبيح والتهليل هذا لا نعلم لها أصلاً.

- فالقرآن الكريم أنزله الله تعالى للانتفاع والعمل به والاستفادة منه وان نتدبر معانيه لقوله تعالى : (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ ) سورة ص:29 ،
-وكما قال عز وجل : (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) سورة الإسراء: 9
- كما أن قراءة القرآن الكريم فيه شفاء للعالمين فالقرآن الكريم كلامه كله شفاء ورحمة لقوله سبحانه وتعالى : (قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ) سورة فصلت: 44
- وأنزله الله تعالى ليزيد أجر من قرأه وتدبر كلماته.

-  أما أن تقرأ القرآن الكريم عن شخص معين فلا أصل لهذا وقد قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: 
  • " أما الإهداء للوالدين أو لغير الوالدين فلا أعلم له أصلاً يعتمد عليه وإن كان قاله بعض أهل العلم، وقالوا: إنه لا مانع من إهداء ثواب القرآن وغيره من الأعمال الصالحات، هذا قاله جماعة من أهل العلم لكن لا أعلم دليلاً عليه واضحاً من الكتاب أو من السنة وإنما جاء الإهداء في الصدقة، يتصدق، يدعو لوالديه ولغيرهما كل هذا طيب، يحج يعتمر لا بأس عن والديه الميتين أو العاجزين لكبر سنهما، أما إهداء القرآن أو إهداء الصلاة أو إهداء الصوم أو إهداء التسبيح والتهليل هذا لا نعلم لها أصلاً."
وقد ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام في فضل قراءة القرآن الكريم  أنه قال : ( الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَقُولُ الصِّيَامُ أَيْ رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ وَيَقُولُ الْقُرْآنُ مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ قَالَ فَيُشَفَّعَانِ )  رواه أحمد

- وخلاصة القول : يمكن بعد قراءتك للسورة أو للجزء أو للختمة أن تقول اللهم إن تقبلت مني هذه التلاوة فأجعل لوالدي نصيب من ثوابها ، والله تعالى أعلم .