- الكندي هو العالم والفيلسوف أبو يوسف يعقوب بن إسحق بن الصّبّاح بن عمران بن محمد بن الأشعث بن قيس الكندي، ولد في الكوفة بالعراق في بيت من بيوت شيوخ قبيلة كندة. حيث كان والده واليًا على الكوفة، تلقى علومه الأولية، ثم انتقل بعدها إلى بغداد، وحظي بعناية كل من الخليفة المأمون والمعتصم، فجعله المأمون مشرفًا على بيت الحكمة - الذي كان قد تم انشاؤه حديثًا لترجمة النصوص الفلسفية اليونانية القديمة والعلمية - في بغداد. وعرف الكندي بجمال خطه، حتى المتوكل جعله خطاطه الخاص.
عندما خلف المعتصم أخيه المأمون، عينه الخليفة المعتصم مربيًا لأولاده. ولكن مع تولي الواثق والمتوكل، أفل نجم الكندي وقل الاهتمام به في بيت الحكمة. وهناك عدة اسباب لتفسير سبب حدوث ذلك، فرجح البعض أن ذلك حدث بسبب التنافس في بيت الحكمة، والبعض الاخر قال أنه بسبب تشدد المتوكل في الدين، حتى أن الكندي تعرّض للضرب، وتمت مصادرة مؤلفاته لفترة. وقال هنري كوربين - وهو الباحث في الدراسات الإسلامية –" أن الكندي توفي في بغداد وحيدًا عام 259 هـ/873 م في عهد الخليفة المعتمد".
اندثرت الكثير من أعمال الكندي الفلسفية بعد وفاته، وفقد الكثير منها. ويشير فيليكس كلاين فرانكه إلى وجود عدة أسباب لهذا، فبغض النظر عن تشدد المتوكل من الناحية الدينية، فدمّر المغول عددًا كبيراً لا يحصى من الكتب، عند اجتياحهم لبغداد. إضافة إلى سبب أكثر صحة واحتمالاً وهو أن كتاباته التي كان يكتبها لم تعد تلقى قبولاً بين الفلاسفة المشهورين اللاحقين كالفارابي وابن سينا.
لماذا يلقب الكندي بفيلسوف العرب؟
- كان الشغل الشاغل الذي شغل الكندي في أعماله الفلسفية، إيجاد التوافق بين الفلسفة والعلوم الإسلامية الأُخر، وخاصة العلوم الدينية منها. تناول الفيلسوف الكندي في العديد من أعماله مسائل دينية فلسفية مثل طبيعة الله والوحي والروح . لكن رغم الدور الهام الذي قام به في جعل الفلسفة في متناول المثقفين المسلمين وقتذاك، إلا أن أعماله لم تعد لها أهمية وقيمة من بعد ظهور علماء امثال الفارابي بعده، ولم يتبقى سوى القليل جدًا من أعماله للعلماء المعاصرين لدراستها. ومع هذا كله، لا يزال الكندي يعد من أعظم واكبر الفلاسفة ذوي الأصل العربي، لما كان له من دور مهم في زمانه، ولهذا السبب يلقب بـ "أبو الفلسفة العربية" أو "فيلسوف العرب"