من هو قسيم النار والجنة وماذا يعني ذلك

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٢٨ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
هو كما يدعي الرافضة الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه محتجين بحديث (أن علي رضي الله عنه قسيم الجنة والنار) وهذا الحديث موضوع منكر لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم.
- كذلك ما يحتج به الروافض من أن الإمام أحمد بن حنبل صحح هذا الحديث ورواه وهي رواية الكنجي الشافعي في كفاية الطالب». «كنا عند أحمد بن حنبل فقال له رجل: ما تقول في هذا الحديث الذي يروى أن علياً قال: أنا قسيم النار؟ فقال أحمد: وما تنكرون من هذا الحديث؟! أليس روينا أن النبي قال لعلي: لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق؟ قلنا: بلى. قال: فأين المنافق؟ قلنا: في النار. قال: فعلي قسيم النار!! »

- وهذه الرواية عن أحمد بأنه قد أقر بحديث (علي قسيم النار) لا وجود لها إطلاقا في كتب السنة بل ومن كتب الحنابلة.

-وقال الحافظ السمهودي: «قال الجمال الزرندي: قال المأمون لعليّ الرضا: بأيّ وجه جدّك عليّ بن أبي طالب قسيم الجنّة والنار؟
فقال: يا أمير المؤمنين، ألم ترو عن أبيك عن عبد الله بن عبّاس قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: حبّ عليّ إيمان وبغضه كفر؟ فقال: بلى. قال الرضا: فقسمة الجنّة والنّار على حبّه. فقال المأمون: لا أبقاني الله بعدك يا أبا الحسن، أشهد أنّك وارث علم رسول الله.

-وعن موسى بن حمدون قال ثنا حنبل قال سمعت أبا عبد الله يقول كان سلام بن أبي مطيع أخذ كتاب أبي عوانة الذي فيه ذكر أصحاب النبي فأحرق أحاديث الأعمش تلك وأخبرني محمد بن علي قال ثنا مهنى قال سألت أحمد قلت حدثني خالد بن خداش قال سلام وأخبرني محمد بن علي قال ثنا يحيى قال سمعت خالد بن خداش قال جاء سلام بن أبي مطيع إلى أبي عوانة فقال هات هذه البدع التي قد جئتنا بها من الكوفة قال فأخرج إليه أبو عوانة كتبه فألقاها في التنور فسألت خالدا ما كان فيها قال حديث الأعمش عن سالم بن أبي الجعد عن ثوبان قال رسول الله استقيموا لقريش وأشباهه قلت لخالد وأيش؟ قال حديث علي أنا قسيم النار قلت لخالد حدثكم به أبو عوانة عن الأعمش قال نعم

- أما المراد من أنّ علياً (عليه السلام) قسيم الجنة والنار كما يفسره أهل الشيعة والروافض: فيقولون فكما أنه من الواضح أن الإيمان بالله ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) واليوم الآخر هو الفيصل والقسيم بين الجنة والنار عموماً فكذلك تكون الإمامة وولاية علي (عليه السلام) قسيم وفيصل خاصة بين الجنة والنار لأهل الإسلام مصداقاً لقول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (وستفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة) فالمميز للمسلم الحقيقي ولأهل الجنة من أهل النار من المسلمين هو إمامة علي (عليه السلام) فالمعتقد بإمامته كامل الإيمان ويكون من الفرقة الوحيدة الناجية بنص الحديث الشريف.

ومصداقاً لقوله (صلى الله عليه وآله وسلم): (من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية) و (من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية)، فالمقصود من وجوب مبايعة إمام ليس هو أي كان حتى لو كان فاسقاً أو قاتلاً لأخيه أو أبيه وإنما هو الإمام المنصوب والمنصوص.
وكذلك المراد من كون ميتته جاهلية بأنه ليس بمسلم ولا مؤمن لأن الإمامة مكملة الإيمان الصادق الحقيقي، فيكون علي بهذا المعني قسيم الجنة والنار.

- وعليه: فكل ما سبق لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك لم يثبت في كتب أهل السنة والسيرة وأهل الحديث وأهل التفسير، ولذلك فهو من الأحاديث المكذوبة والموضوعة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فلا نقرها ولا نعترف بها ولا نأخذ بها.

والله تعالى أعلم.