من هو رواي حديث (شرف المؤمن قيام الليل ) وما هي درجة صحته وما السر في كون قيام الليل شرفا للمؤمن

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
١٦ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
الراوي لهذا الحديث هو: الصحابي سهل بن سعد بْن مالك بْن خَالِد بن ثعلبة بْن حارثة بْن عمرو بْن الخزرج بْن ساعدة بْن كعب بْن الخزرج الأنصاري الساعدي.

- وقال العدوي في نسبه: سهل بن سعد بن سعد بن مالك بن خالد، وهذا يؤيد قول أبي عمر في ثعلبة بن سعد، فإنه قال فيه: عم سهل بن سعد، يكنى سهل: أبا العباس، وقيل: أبو يحيى. -وشهد قضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم في المتلاعنين، وأنه فرق بينهما، وكان اسمه حزنا، فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم سهلا.

- قال الإمام الزهري: رأى سهل بن سعد النبي صلى الله عليه وسلم وسمع منه، وذكر أنه كان له يوم توفي النبي صلى الله عليه وسلم خمس عشرة سنة.
ونص الحديث: شرف المؤمن قيامه الليل، عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: جاء جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "يا محمد عش ما شئت، فإنك ميت، وأحبب من أحببت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت، فإنك مجزي به، ثم قال يا محمد: شرف المؤمن قيام الليل، وعزه استغناؤه عن الناس". رواه الحاكم في المستدرك وقال الذهبي في التلخيص: صحيح.

- أما كون قيام الليل شرف للمؤمن؟ لأن هذا الوقت مبارك عند الله تعالى وفيه (ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير، فيقول: من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له) متفق عليه.

- وللعبادة فضل كبير في هذا الوقت من قيام ودعاء وذكر واستغفار ومناجاة لله تعالى وطلب رضاه.

- وهو من الأوقات التي يستجاب فيها الدعاء، وحري بالمسلم أن يحرص على هذا الوقت ويستغله ما استطاع إلى ذلك سبيلا. - كما أن الصلوات المفروضة يستوي في أدائها جميع المسلمين، ولكن التفاوت في الرتب ونيل الشرف والدرجات العلى يكون بالتقرب إلى الله تعالى بكثرة النوافل وقيام الليل ولذلك كان قيام الليل شرفاً للمؤمن، فالشرف كله هو في مناجاة الله تعالى وبث الشكوى إليه في وقت غالب الناس يغط في نوم عميق!!

- فمن ييسر الله تعالى له القيام في الثلث الأخير من الليل فقد حاز الشرف والرفعة والمكانة عند الله تعالى. 
- ولذة قيام الليل لا يعرفها إلا من ذاقها وجربها، يقول أحد العارفين بالله تعالى: (ما عرفت طعم لذة قيام الليل إلا بعد عشرين عاماً) 

- والنبي صلى الله عليه وسلم كان أكثر الناس قياما لليل، وكان كثير البكاء فرحا بالله تعالى وبمناجاته سبحانه، ورجاء له وخوفا منه، حتى يبتل موضع السجود من كثر البكاء؛ كما حدثت عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم فقالت:" لما كان ليلة من الليالي قال "يا عائشة ذريني أتعبد الليلة لربي" قلت: والله إني لأحب قربك وأحب ما سرك.

قالت: فقام فتطهر ثم قام يصلي، قالت: فلم يزل يبكي حتى بل حجره، قالت: ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بل لحيته، قالت: ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بل الأرض" رواه ابن حبان. -وقال أبو الدرداء رضي الله عنه:" لولا ثلاث ما أحببت العيش يوما واحدا: الظمأ لله بالهواجر، والسجود لله في جوف الليل، ومجالسة أقوام ينتقون أطايب الكلام كما ينتقى أطايب الثمر". - وقال أبو سليمان الداراني رحمه الله تعالى:" أهل الليل في ليلهم ألذ من أهل اللهو في لهوهم، ولولا الليل ما أحببت البقاء في الدنيا".