لقد كانت معجزة سيدنا عيسى بن مريم عليهما السلام (إحياء الموتى) كما جاء في القرآن الكريم قول الله تعالى على لسان عيسى ابن مريم عليه السَّلام: “(وَرَسُولًا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ ۖ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّهِ) سورة آل عمران 49
- وقد جاء أيضا قوله تعالى (“إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَىٰ وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا ۖ وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ ۖ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي ۖ وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي ۖ وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِي..) سورة المائدة آية 110
فهذه الآيات الكريمة تثيت بأن النبي الذي كانت معجزته إحياء الموتى هو نبي الله عيسى ابن مريم عليهما السلام، والله تعالى أعلم.
ولأن الأنبياء جميهم من بشر ولكن الله تعالى اختصهم وبعثهم إلى أقوامهم ليخبروهم بشرائع الله تعالى وأوحى إليهم وقد خصهم بالمعجزات التي لا يستطيع أي بشر أن يختص بها.
وقد اختص الله تعالى نبيه عيسى بن مريم بعدة معجزات مثل :
1- إحياء الموتى.
2- وشفاء المرضى كالأعمى والأبرص والأخرس وسبب تأييده بهذه المعجزات الطبية لأن بني إسرائيل يشتهرون بالطب ولأن الطب كان يفتخر به الناس يومئذ في قومه.
-ومن حكمة الله تعالى أن تكون معجزة الرسول من جنس ما يشتهر به قومه.
- ويذكر في القرآن الكريم بأن السيدة مريم عليها السلام قد حملت به بكلمة من الله تعالى وهذه من المعجزات الإلهية حيث أنها حملت به وهي عذراء من دون زوج. لقوله تعالى: (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ) سورة آل عمران 59
-ونبي الله عيسى عليه الصلاة والسلام هو من أولو العزم من الرسل وقد أرسله الله تعالى لبني إسرائيل ليدعوهم إلى عبادة الله تعالى وقد أيده الله تعالى بمعجزات تدل على صدقه
وقد تم ذكر اسم عيسى في القرآن الكريم 25 مرة.
- وقد بين لنا القرآن الكريم والسنة النبوية بأن عيسى عليه السلام لا يزال حيًّا وأنه لم يمت، وأنه باقٍ في السماء على الحياة التي كان عليها في الدنيا حتى ينزل إلى الأرض في آخر الزمان.
- ولم يقبض الله تعالى روحه ولم يصلبه اليهود ولم يقتلوه ولكن شبه لهم ورفعه الله تعالى ببدنه وروحه إلى السماء تكريما وتعظيما له لقول الله تعالى: (وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا) سورة النساء 157
- وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (فينزل عيسى عليه السلام فيقتل المسيح الدجال ثم يمكث عيسى عليه السلام في الأرض أربعين سنة إمامًا عدلًا، وحكمًا مقسطًا.) أخرجه ابن حبان وصححه الألباني.
- وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تقوم الساعة حتى ينزل فيكم ابن مريم حكماً مقسطاً فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد.) صحيح البخاري
- فإن عيسى عليه السلام سوف ينزل عند اقتراب الساعة، وهو على دين محمد صلى الله عليه وسلم، ويأمر بالعدل ويملأ الأرض عدلا وقسطا ويكسر الصليب الذي يزعم النصارى أنه قد صلب ويقوم بقتل المسيح الدجال عند باب اللد في فلسطين فيقول له : إني قاتلك! فيرميه بحربه فيقتله.
- ويمكث أربعين سنة بعد نزوله إلى الأرض ثم يقبض الله روحه.