أنكسيمانس الملطي، هو آخر فيلسوف عُرف يمثل المدرسة الإيونية أو الملطية . حيث خلف هذا الفيلسوف أنكسيمندرس في منصبه بعد وفاته نحو 546 ق.م. وبالكاد يُعرف من حياته شيء، غير شيء واحد، هو أنه كان قد كتب بالنثر الإيوني بأسلوب مبسّط، كتاباً لم يتبقّ منه سوى جزء صغير للغاية. ويرجع الفضل لمعرفة شيء من أفكاره لما كتبه عنه تيوفراست .
يرى الفيلسوف أنكسيمانس أن الهواء هو أصل الكون . مخالفاً بذلك ما ذهب إليه الفيلسوف طاليس أن أصل الكون هو الماء، وبعكس ما ادعاه أنكسيمندرس أن المبدأ اللامحدود اللامتعين كماً وكيفاً. وهذا الهواء هو شيء لامحدود، مثل مبدأ أنكسيمندرس تماماً. حيث آثر الفيلسوف أنكسيمانس عنصر الهواء على غيره من العناصر ، لأنه كان يريد أن يكون العالَمُ حيّاً، ويتنفس ويولد من جديد ويموت. حيث نُقِل عن ذلك الكتاب المفقود لأنكسيمانس ما قاله: " إن النفس، لأنها من الهواء، فهي في كلٍّ منا مبدأ توحيد، أي إنها تنشئ وحدة الفرد، والهواء يحتوي العالم في كليته. ولا محدودية الهواء هي لا محدودية في الكم لا بالكيف كما هي الحال عند أنكسيمندرس" . وحين يقال: أن الحواس لا تكشف الهواء ، إلا من خلال البرودة أو الحرارة أو الحركة أو الرطوبة ، ولأنه لا ينكشف لها حين يكون متجانساً فإن علينا أن نفهم من ذلك اللاتعيّن الظاهر بالنسبة فقط للحواس.