من هو أمير المؤمنين (الأنزع البطين) ولماذا يعرف بهذا اللقب

 هو الخليفة الراشد الرابع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أما سبب إطلاق هذا اللقب عليه:

فـ (فالأنزع) معناه: "المنحسر شعر رأسه مما فوق الجبين، والنزعتان عن جانبي الرأس مما لا شعر عليه".
وعكس الأنزع الأفرع الذي نزل شعر جبهته عن جبهته.

وهذه كانت صفة الإمام علي رضي الله عنه حيث كان عنده انحسار في شعر رأسه عن جبهته، فشعره خفيف يتساقط، وهذه صفة خلقية، ليس فيها مدح ولا ذم وإنما تعريف للرجل بما فيه من صفات.

أما (البطين): فمعناها اللغوي: واسع البطن.
وليس في ذلك ذماً لعلي أيضاً وإنما هو وصف له بما فيه وهي سعة البطن وهو أمر خلقي، ولا يلزم من ذلك من كثرة الأكل أو شراهته، بل قد عرف عن علي رضي الله عنه زهده وصبره، بل عظم البطن قد يكون دلالة على قوة جسده، فصغير البطن لا يكون لديه طاقة أو قوة بل جسده ضعيف في الغالب، بعكس حال علي، فقولنا البطين دلالة على قوته وشجاعته.

قال ابن الأثير رحمه الله في كتابه النهاية (كان الإمام علي - رضي الله عنه - أنزع الشعر له بطن..)

وقد ذكر الإمام السفاريني في شرحه على منظومته السفارينية معنى آخر لهذا اللقب حيث حمله على المعنى المعنوي:
فجعل الأنزع: بمعنى المنزوع من الشرك والمطهر من أدرناه.
والبطين: الواسع العلم والمتضلع من الفهم والدين.

قال السفاريني (وقيل: معناه الأنزع من الشرك المملوء البطن من العلم والإيمان).

وهذا صحيح من جهة المعنى فعلي رضي الله عنه طهره ربه من الشرك وجعله من أئمة الهدى الذين تتبع سنتهم وكان أحد علماء الصحابة المعدودين المبرزين.
 
وعلى كل حال لو أبقينا هذه اللقب على معناه اللغوي كما هو ظاهر فهو ذكر صفة خلقية وفيها نوع مدح بالقوة، وليس فيه ما يعاب أو ينكر.

والله أعلم