"حيدر" لقب أطلقه علي رضي الله عنه على نفسه واشتهر عنه بعد ذلك، ومعنى "حيدر" في الأصل هو الأسد الجميل العظيم، فهو رضي الله عنه سمى نفسه بحيدرة دلالة على شجاعته وقوته وجرأته.
وليس ذلك من باب الفخر والتكبر والخيلاء منه رضي الله عنه فإنه من أبعد الناس عن ذلك، ولكنه وصف نفسه بهذا الوصف أثناء غزوة خيبر ومبارزته لفارس اليهود مرحب اليهودي الذي افتخر بنفسه وتكبر، فافتخر علي رضي الله عنه عليه في مقابل افتخاره وأظهر قوته، وبازره فأرداه صريعاً قتيلاً.
وإظهار الكبر والخيلاء على الكفار خاصة في موقف الحرب جائز، كما فعل أبو دجانة رضي الل عنه عندما أخذ يمشي أمام الكفار في غزوة أحد مشية كبر وخيلاء فقال النبي عليه الصلاة والسلام (إن هذه مشية يبغضها الله ورسوله إلا في هذا الموضع).
روى مسلم وغيره في حديث غزوة خيبر الطويل عن سلمة بن الأكوع
:
".... أن النبي قال (لَأُعطِيَنَّ الرَّايةَ اليومَ رجُلًا يُحِبُّ اللهَ ورسولَه ويُحِبُّه اللهُ ورسولُه) فجِئْتُ به أقودُه - يعني علي - وهو أرمَدُ حتَّى أتَيْتُ به النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فبصَق في عينِه فبرَئ وأعطاه الرَّايةَ وخرَج مَرحَبٌ فقال: (قد علِمَتْ خيبرُ أنِّي مَرْحَبُ شاكي السِّلاحِ بطَلٌ مجرَّبُ) (إذا الحروبُ أقبَلَتْ تَلَهَّبُ) فقال علِيُّ بنُ أبي طالبٍ: (أنا الَّذي سمَّتْني أمِّي حَيْدَرَةْ كلَيْثِ غاباتٍ كريهِ المنظَرَةْ) (أُوفِيهم بالصَّاعِ كَيْلَ السَّنْدَرَهْ) قال: فضرَبه ففلَق رأسَ مَرْحَبٍ فقتَله وكان الفتحُ على يدَيْ علِيِّ بنِ أبي طالبٍ".
وقيل إن هذا اللقب أصله من أم علي:
فقد قال بعض العلماء أن أم علي وهي فاطمة بنت أسد رضي الله عنها سمت ابنها علياً على اسم والدها أسد، وهذا الذي قصده علي في الشعر، فلما جاء أبو طالب أبوه وكان غائباً كره هذا الاسم وغيره إلى علي، فلما انتسب علي في المعركة ذكر ما سمته به أمه لمناسبة الحال.
وقالوا في معناه "الحيدرة في الأسد مثل الملك في الناس، قال أبو العباس: يعني لغلظ عنقه وقوة ساعديه ".
أما ألقاب علي رضي الله عنه الأخرى فمنها:
- أبو تراب، سماه بذلك رسول الله لما وجده في المسجد والتراب على ظهره، وكان أحب ألقابه إليه.
- الأنزع البطين، سمي بذلك لانحسار شعره عن جبهته وسعة بطنه.
والله أعلم