من هو أقبح ذنب الزاني التائب أم الظالم؟

2 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٢٨ يونيو ٢٠٢٠
قبل ٥ سنوات
مما لا شك فيه بأن الظلم أشد وأقبح ، من الزنا لأن الظلم يتبعه الفساد و الانحلال و الإهمال ،ويكون سبباً في دمار وخراب البلاد والعباد . وهذا معنى قول الله تعالى :     ( فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا إن في ذلك لآية لقوم يعلمون ) [النمل:52]، وقوله تعالى :( وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا ) [الكهف:59]، -فالظلم يؤدي إلى الهلاك في النهاية ،  لأنه يؤدي إلى فساد الأخلاق وانحلال الأمور ووضع الأمور في غير موضعها فلا بد أن ينتهي إلى خراب العمران وفساد الإنسان وفساد الحياة كلها.
فالظلم : هو وضع الشيء في غير موضعه ، كذلك الزنا ظلم لأنه وضع النطفة في غير موضعها الحلال ( الزوجة ) فالزنا ظلم اجتماعي، ظلم لمن زنا بها وظلم لأبيها إذا كانت بكرا وظلم لزوجها إذا كانت زوجة ،وظلم لأهلها وعشيرتها لأنه سود سمعتهم ، وظلم لمجتمعه لأنه أعان على نشر الرذيلة في المجتمع بدل زرع الفضيلة .
  

profile/غادة-شمسي-أم-مريم-1
غادة شمسي أم مريم
كاتبة في المجال الديني و الفقهي
.
٢٨ يونيو ٢٠٢٠
قبل ٥ سنوات
إعلم أن هنالك نوعين من الذنوب :ذنوب تتعلق بحقوق الله تعالى أي هي بين العبد وربه كتلك التي فيها معصية لأمر أو إتيان محرّم أو منكر وهذه الذنوب تُكفّر بالتوبة النصوح إلى الله تعالى وكثرة الإستغفار والإقلاع عنها مع العزم على عدم العودة إليها.  وذنوب تتعلّق بحقوق العباد وهذه تحتاج بالإضافة إلى التوبة الصادقة ردّ المظالم وإعادة الحقوق إلى أهلها.
إذا وقعَ العبد في الزنا ثم تابَ إلى الله تعالى توبة صادقة وحقّقَ شروط التوبة من الندم والصدق والعزم على عدم مقارفة هذا الذنب الذي هو من الكبائر في شرع الله تعالى فإنَّ الله يتوب عليه ويغفر له إنهُ غفورٌ رحيم .
أما الظالم الذي ظلمَ عباد الله وأكل حقوقهم أو تعدّى حدود الله فيهم فإنه أسوأ حالا من الزاني إن لم يتب إلى الله ويرجع الحقوق إلى أهلها ويتراجع عن الظلم الذي وقع فيه وأوقعهُ على عباد الله.
فالزاني قد ضرَّ نفسهُ بمعصيته أما الظالم فقد تعدّى بظلمه لغيره وأوصل الضرر والأذى إلى مَن ظَلَمَه. فإثمهُ بلا شك أعظم كما أن التائب من الذنب لا ذنب له إن صدق في توبته وثبتَ عليها بتوفيق الله عز وجل.